responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 254

دلّت على ما يدلّ عليه الإسم الواحد في لغة العرب. فمن قضى عليهم بالغش من هذا الوجه فقد ظلم. [1]

حديث إبراهيم بن عبد العزيز

و حدثني إبراهيم بن عبد العزيز، قال: تغدّيت مع راشد الأعور، فأتونا بجام فيه بيّاح سبخيّ‌ [2] ، الذي يقال له الدرّاج. فجعلت آخذ الواحدة فأقطع رأسها، ثم أعزله. ثم أشقّها باثنين من قبل بطنها، فآخذ شوكة الصّلب و الأضلاع، فأعزلها، و أرمي بما في بطنها، و بطرف الذنب و الجناح ثم اجمعها في لقمة واحدة و آكلها. و كان راشد يأخذ البيّاحة فيقطعها قطعتين، فيجعل كلّ قطعة في لقمة، لا يلقي رأسا و لا ذنبا.

فصبر لي على لقم عدة. فلما بلغت المجهود منه قال: «أي بنيّ إذا أكلت لطعام فكل خيره بشرّه» .

الزنجيّ و الاصبهاني و التمر

قال: و كان يقول: لم أنتفع بأكل التمر قط إلا مع الزنج و أهل اصبهان. فأما الزنجيّ فإنه لا يتخيّر و أنا أتخير، و أما الأصبهاني فإنه يقبض القبضة و لا يأكل من غيرها، و لا ينظر إلى ما بين يديه حتى يفرغ من القبضة. و هذا سدل، و التخيّر قرفة و جور [3] . و لا جرم أن الذي يبقى من لتمر لا ينتفع به العيال إذا كان قدّام من يتخيّر. و كان يقول:

ليس من الأدب أن تجول يدك في الطبق، و إنما هو تمر و ما أصاب.


[1] يقول: إن لديهم من المعاني و الاسماء التى تدل على النصيحة، و إن لم يكن لدى الفرس اسم جامع لها.

[2] البياح: نوع من السمك. و السبخيّ: ارض ذات نزّ في البحرين.

[3] القرفة: التهمة. و الجور: الظلم.

نام کتاب : البخلاء نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست