ذراعا . قال : وهنالك : القطا ، وهي كواكب متقاطرة كتقاطر القطاء وهي كواكب غير نيّرة إلَّا كوكبان . قال : وثم الظَّليمان فوق ذلك وهما كوكبان نيّران بينهما في رأي العين إذا استويا في السّماء قدر مائة ذراع وبينهما الرّال . و قال السّفينة كواكب خفيّة متتابعة متقدمها عند سعود البهائم ومؤخّرها السّمكة . و قال : في مقدّمها الضّفدع الأوّل في مؤخرها الضّفدع الآخر . فهذا ما أردنا ذكره من مشاهير الكواكب . تم الباب وبتمام هذا الباب تم الكتاب وللَّه الحمد بلا عدد . وعلى المصطفى محمد ، وآله وأزواجه وذريّاته وأصهاره وأصحابه وأنصاره أبد الأبد صلوات ورضوان وسلام وغفران . فرغت منه ضحوة يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة ، حامدا اللَّه تعالى على نعمه وأياديه الظَّاهرة والباطنة ، ومصلَّيا على أنبيائه ورسله ومسلما . قال الشّيخ أبو علي المرزوقي رحمه اللَّه هذا الفصل خاتما به كتابه حرس اللَّه ما خوّلك من الشّتات ، وحفظ ما نوّلك من عارض الانبتات ، وأعانك في طلب الأدب على الأزدياد . ووفقّك في سائر متصرّفاتك لصلاح البدء والمعاد . قد سهّل اللَّه تعالى وله المنّ ما تمنيّت بلوغه من الفراغ من كتاب الأزمنة فجاء على حدّ من الكمال ، طاب له العيش وخفّ على النّفس فيه التّعب ، وما أدّاني إلى ذلك إلا لطيف هداية اللَّه تعالى جدّه وكريم كفايته ، فبهما اشتدّ أزري واستبد ما اختلّ من خاطري وذهني ، فأمّا ما كنت أشكوه من قبل حتى استطيلت مدة الانتظار في عمله ، فلما ألزم حواملي وجوارحي من الضّعف العارض والوهن الحادث ، وقد أبدل اللَّه تعالى على كريم عادته به استجمام الأمل في زواله واستحكام الطَّمع في انحسامه على تطوّل اللَّه المعول في تحقيق المرجو وهو حسبنا وحده ونعم الوكيل . و اعلم أنّ هذا الكتاب ينقسم أقساما ثلاثة وهذا الحكم يتناول جماهير أبوابه وفصوله لا يختصّ به بعض دون بعض . أحدها : التّنبيه على نعم اللَّه جل جلاله فيما نصب للمكلَّفين في آناء اللَّيل والنّهار من الأدّلة الواضحة والحكم البالغة ، وأفادهم فيما سخّره لهم وأعانهم به في جوانب البر والبحر من النعّم الظَّاهرة والباطنة قولا وفعلا وجملا وتفصيلا في بداهة العقل ، وعلى ألسنة الرّسل