responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 544


و أما ما روي من قوله صلى اللَّه عليه وسلم : « صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته » فإن اللَّام فيه بمعنى بعد ومثله قوله تعالى : * ( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) * [ سورة الطلاق ، الآية : 1 ] واللَّام لإضافة عدّة مواضع .
و قد ذكرتها أو أكثرها في غير هذا الموضع ، وقال بعض أهل النظر : المراد صوموا لما أقبل من رؤيته .
و كذلك طلَّقوهنّ لما أقبل من عدّتهن . قال وقبل كلّ شيء وجهه وأوّله ، كما أنّ دبره آخره ، وكلَّما يؤقّت فله أوّل وآخر ، فما دام زائدا فهو مقبل ، فإذا أخذ في النّقصان فهو مدبر مثل النّهار فهو مقبل من الفجر إلى الاستواء لأنّه في الزّيادة ثم مدبر ، لأنّه في النّقصان إلى اللَّيل ، ولا يقال : هو مقبل وقد أقبل إلَّا عند دخول وقته . ومنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم : « إذا أقبل اللَّيل وأدبر النّهار فقد أفطر الصائم » . ولا يجوز أن يقال : أقبل اللَّيل إلَّا بعد مغيب الشّمس ، لأنّ الصّائم لا يعود مفطرا إلا به لقوله : فقد أفطر الصّائم . أي انقضى صومه لذهاب وقته ودخول وقت آخر لا يكون الصّوم فيه ويؤيد هذا الذّي ذكرناه قول الرّاجز شعرا :

و قلَّة الطَّعم إذا الزّاد حضر * وتركي الحسناء في قبل الطَّهر

لأنّ المراد أوّل طهرها لا ما قبله من الحيض ، فمراد الشّاعر فيه مثل مراد الأخطل حين قال شعرا :

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم * دون النّساء ولو باتت بإطهار

وقد بيّن غيره بأتمّ من هذا الذي قال :

أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النّساء عواقب الأطهار

وهذا ظاهر ولو جاز أن يكون إقبال شيء في إدبار غيره الذي هو ضدّه لكان الصّائم مفطرا قبل مغيب الشّمس ، إذ اللَّيل عنده يقبل في إدبار النّهار ، وقبل انقضائه كلَّه وهذا لا يقوله أحد . وإذا كان الأمر على هذا فأذن اللَّه تعالى في الطَّلاق بقوله : * ( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) * [ سورة الطلاق ، الآية : 1 ] لا يكون واقعا إلا بعد دخول وقت العدّة التي أذن اللَّه في الطَّلاق له ، والطَّهر وبعد انقضاء إدبار الوقت الذي منع من الطَّلاق فيه وانتهائه وهو الحيض ، فكذلك قوله صلى اللَّه عليه وسلم : « صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته » يعني الهلال والصّوم لا يكون إلا بعده بساعات ووقت مديد ، ومن مواضع اللَّام قوله تعالى : * ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) * [ سورة طه ، الآية : 14 ] لأنّ المعنى أدم الصّلوة لتسبّحني وتمجّدني ، وذلك هو الذّكر إذ كان علة له وسببا ، وهذا يخالف : * ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) * [ سورة الإسراء ، الآية : 78 ] لأنّ دلوك الشمس بيان وقت ، ومثله قوله تعالى : * ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ ) * [ سورة الحشر ، الآية : 2 ] في أنه بيان وقت ، أ لا ترى أنّ الحشر لم يكن علة لإخراجهم ، بل كان علة إخراجهم كفرهم وإباؤهم الإسلام .

نام کتاب : الازمنه والامكنه نویسنده : المرزوقي الأصفهاني، أبو علي    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست