و يقال : إنه حكي هذا عن الضّب ، لأنّه يلوي جحره حتّى يرد آخره إلى ابتدائه ، ويجعل أقصاه عند أدناه . اللهمّ اجعلني أحويه وألويه حتى أجعل قعره عند فيه . و يقال : إنّ الضّانية والمعز خيّرتا فقيل للضّانية أيّما أحبّ إليك السّتارة - أم الغزارة - فاختارت السّتارة ، فسترت وقلّ لبنها وصارت الغزارة للمعز وهتك سترها وكشف فرجها ، ومما حكي عن البهائم وإن لم يكن من هذا الباب ، قالت الأرانب : اللهم اجعلني حذمة لذمة أسبق الأكف بالأكمة الحذمة واللَّذمة التي تلزم الأشياء ، وقولها أسبق الأكف بالأكمة : فإنها قصيرة اليدين ، فإذا صعدت فانت وإذا هبطت أدركت . ومما يحكى أنّ الأرنب قال للشّاة : لا عفطت ولا نغطت ، فقال العنز : لا مررت إلَّا على حاذق قاذق .