ويضعف قول
الأخفش والكسائى قولهم : أشايا ؛ وأشاوى ، فى جمع أشياء ، كصحارى فى جمع صحراء ،
فان أفعلاء وأفعالا لا يجمعان على فعالى ، والأصل هو الأشايا [١] وقلبت الياء فى الأشاوى واوا على غير قياس ، كما قيل :
جبيته جباية وجباوة.
وقال سيبويه :
أشاوى جمع إشاوة فى التقدير ، فيكون إذن مثل إداوة [٢] وأداوى كأنه بنى من شيء شياءة ثم قدمت اللام إلى موضع
الفاء وأخرت العين إلى موضع اللام فصار إشاية ، ثم قلبت الياء واوا على غير قياس
كما فى جباوة ، ثم جمع على أشاوى كإداوة وأداوى.
وأقرب طريقا من
هذا أن نقول : جمع أشياء على أشايا ، ثم قلبت الياء واوا على غير القياس
قوله «وكذلك الحذف» عطف على قوله «إن
كان فى الموزون قلب قلبت الزنة مثله» يعنى وإن كان فى الموزون حذف حذف فى الزنة مثله ، فيقال : قاض
على وزن فاع ، بحذف اللام.
قوله «إلا أن يبيّن فيهما» أى : يبين الأصل فى المقلوب والمحذوف ، يعنى
[١] أصل أشايا الذى
هو جمع أشياء أشايى ، فقلبت الياء همزة (على رأى سيبويه وجمهور البصريين) فصار
أشائى ، بهمزتين ، فقلبت الثانيه ياء ، ثم قلبت كسرة أولى الهمزتين فتحة ، ثم قلبت
الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها حينئذ ، فاجتمع شبه ثلاث ألفات فكان لا بد من
قلب الهمزة ، فقلبت ياء لأمرين : الأول : أن الياء أخف من الواو ، والثانى : أنها
أقرب مخرجا منها إلى الهمزة ، فلا جرم أن الياء قد غلبت الواو فى هذا الباب كثيرا
، وإذا عرفت هذا كان من السهل أن تدرك أن قلب الياء واوا بعد ذلك غير القياس
[٢] الإداوة ـ بكسر
الهمزة ـ المطهرة ، وهى إناء من جلد يتخذ للماء