قياس إنسان
أنيسين كسريحين فى سرحان ؛ فزادوا الياء فى التّصغير شاذا فصار كعقيربان كما ذكرنا
فى أول الباب ، ومن قال إن إنسانا إفعان من نسى ـ كما يجيء فى باب ذى الزيادة ـ فأنيسيان
قياس عنده [١]
[١] قال فى اللسان : «الانسان
أصله إنسيان (بكسر الهمزة) ، لأن العرب قاطبة قالوا فى تصغيره : أنيسيان ، فدلت
الياء الأخيرة على الياء فى تكبيره ، إلا أنهم حذفوها لما كثر الناس فى كلامهم ،
وفى حديث ابن صياد قال النبى صلىاللهعليهوسلم
ذات يوم : انطلقوا بنا إلى أنيسيان قد رابنا شأنه ؛ وهو تصغير إنسان جاء شاذا على
غير قياس ، وقياسه أنيسان. قال : وإذا قالوا : أناسين فهو جمع بين مثل بستان
وبساتين ، وإذا قالوا أناسى كثيرا فخففوا الياء أسقطوا الياء التى تكون فيما بين
عين الفعل ولامه ؛ مثل قراقير ، وقراقر ، ويبين جواز أناسى بالتخفيف قول العرب
أناسية كثيرة ، والواحد إنسى ، وأناسى إن شئت ، وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما
أنه قال : إنما سمى الانسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى ؛ قال أبو منصور : إذا كان
الانسان فى الأصل إنسيانا فهو إفعلان من النسيان ، وقول ابن عباس حجة قوية له ،
وهو مثل ليل إضحيان من ضحى يضحى (كرضى يرضى) وقد حذفت الياء فقيل إنسان ..... قال
الأزهرى : وإنسان فى الأصل إنسيان وهو فعليان من الأنس والألف فيه فاء الفعل وعلى
مثاله حرصيان : وهو الجلد الذى يلى الجلد الأعلى من الحيوان ؛ سمى حرصيانا لأنه يحرص
: أى يقشر ، ومنه أخذت الحارصة من الشجاج ، يقال : رجل حذريان إذا كان حذرا. قال
الجوهرى : وتقدير إنسان فعلان ، وإنما زيد فى تصغيره ياء كما زيد فى تصغير رجل
فقيل رويجل. وقال قوم : أصله إنسيان على إفعلان فحذفت الياء استخفافا لكثرة ما
يجرى على ألسنتهم ، فاذا صغروه ردوها لأن التصغير لا يكثر» اه. قال ابن سيده فى
المخصص (ج ١ ص ١٦): «إنسان عند مشتق من أنس ؛ وذلك أن أنس الأرض وتجملها وبهاءها
إنما هو بهذا النوع الشريف اللطيف المعتمر لها والمعنى بها ؛ فوزنه على هذا فعلان (بكسر
فسكون). وقد ذهب بعضهم إلى أنه إفعلان من نسى ؛ لقوله تعالى