ورد بتجويز كون
المراد دقة الجبل وإن كان طويلا ، وإذا كان كذا فهو أشد لصعوده
واعلم أنهم
قصدوا بالتصغير والنسبة الاختصار كما فى التثنية والجمع وغير ذلك ؛ إذ قولهم رجيل
أخف من رجل صغير ، وكوفى أخصر من منسوب إلى الكوفة ، وفيهما معنى الصفة كما ترى ،
لكن المنسوب يعمل رفعا بخلاف المصغر ، لما مر فى شرح [٢] الكافية ، ولما كان استعمال الجمع فى كلامهم أكثر من
استعمال
[١] هذا البيت من
قصيدة لأوس بن حجر فى وصف قوس : نصف امتناع منبتها وتجشمه الأهوال إليها ،
والقواسون يطلبون العيدان العتاق من منابتها حيث كانت فى السهول والحزون ويستدلون
عليها من الرعاء وقناص الوعول ، يجعلون فيها الجعائل وربما أبصر والشجرة منها بحيث
لا يستطيعها راق فيتدلون عليها بالحبائل فى المهاوى والمهالك. وفويق : تصغير فوق.
وجبيل : تصغير جبل. وتكل تتعب وتعيى ، وبابه ضرب. وتعمل : أراد تجتهد فى العمل
[٢] قال المؤلف فى
شرح الكافية (ج ٢ ص ١٦٩): «والوصف الذى يجمع بالواو والنون اسم الفاعل واسم
المفعول وأبنية المبالغة ؛ إلا ما يستثنى ، والصفة المشبهة والمنسوب والمصغر نحو
رجيلون ؛ إلا أن المصغر مخالف لسائر الصفات من حيث لا يجرى على الموصوف جريها ، وإنما
لم يجر لأن جرى الصفات عليه إنما كان لعدم دلالتها على الموصوف المعين كالضارب
والمضروب والطويل والبصرى ؛ فانها لا تدل على موصوف معين ، وأما المصغر فانه دال
على الصفة والموصوف المعين معا ؛ إذ معنى رجيل رجل صغير ، فوزانه وزان نحو رجل
ورجلين فى دلالتهما على العدد والمعدود معا ؛ فلم يحتاجا إلى ذكر عدد قبلهما كما
تقدم ، وكل صفة تدل على الموصوف المعين لا يذكر قبلها كالصفات الغالبة ، ويفارقها
أيضا من حيث إنه لا يعمل فى الفاعل عملها ؛ لأن الصفات ترفع الفاعلية ما هو
موصوفها معنى ، والوصوف فى المصغر مفهوم من لفظه فلا يذكر بعده كما لا يذكر قبله ؛
فلما لم يعمل