أقول : قال
سيبويه : الهاء فى دحرجة عوض من الألف الذى هو قياس مصادر غير الثلاثى المجرد قبل
الآخر ، والفعللة هو المطرد دون الفعلال ، لا يقال : برقش [١] برقاشا ، وكذا الفعلال مسموع فى الملحق بدحرج غير مطرد
، نحو حيقال ، وكذا فى المضاعف ، ولا يجوز فى غير المضاعف فتح أول فعلال ؛ وإنما
جاز ذلك فى المضاعف ـ كالقلقال [٢] والزّلزال والخلخال ـ قصدا للتخفيف ؛ لثقل التضعيف
ومصادر ما زيد
فيه من الرباعى نحو تدحرج واحرنجام واقشعرار ، وأما اقشعرّ قشعريرة واطمأن طمأنينة
فالمنصوبان فيهما اسمان واقعان مقام المصدر ، كما فى أنبت نباتا وأعطى عطاء.
قال : «والمرّة
من الثّلاثىّ المجرّد الّذى لا تاء فيه على فعلة ، نحو ضربة وقتلة ، وبكسر الفاء
للنّوع ، نحو ضربة وقتلة ، وما عداه على المصدر المستعمل ، نحو إناخة ، فإن لم تكن
تاء زدتها ، ونحو أتيته إتيانة ولقيته لقاءة شادّ»
أقول : اعلم أن
بناء المرة إما أن يكون من الثلاثى المجرد أو غيره ، والثلاثى المجرد إما مجرد عن
التاء أولا
[١] ورد هذا الفعل
لازما ، ومتعديا. تقول : برقش الرجل برقشة ، إذا ولى هاربا. وتقول : برقش الرجل
الشىء ، إذا نقشه بألوان شتى.
[٢] تقول : قلقلت
الشىء قلقلة ، وقلقالا (بكسر أوله وفتحه ، وضمه نادر) ، إذا حركته ، وقال فى
اللسان : «فاذا كسرته فهو مصدر ، واذا فتحته فهو اسم متل الزلزال والزلزال». والذى
فى القاموس : قلقل الشىء قلقلة وقلقالا (بالكسر ويفتح) حركه ، أو بالفتح الاسم ،
وتقول : خلخل العظم ، إذا أخذ ما عليه من اللحم.