قال سيبويه :
معناه لا أشتم شتما ولا يخرج خروجا ، وقال عيسى بن عمر :
هو حال معطوف
على الحال الذى هو «لا أشتم» أى غير شاتم ولا خارج ، كقوله تعالى : (صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) ولم يذكر ما عاهد الله عليه لدلالة الكلام ؛ لأنه كجواب
القسم يحذف مع القرينة ، وعند سيبويه «لا أشتم» جواب «عاهدت»
قال : «ونحو
دحرج على دحرجة ودحراج بالكسر ؛ ونحو زلزل على زلزال بالفتح والكسر»
الحال من النأى الذى هو فاعل كفى ، وقد
عامل الشاعر المنقوص فى حالة النصب كما يعامله فى حالة الرفع والجر فحذف الياء
[١] هذا صدر بيت
لمجنون بنى عامر المعروف بمجنون ليلى. وعجزه قوله :
* ودارى بأعلى حضرموت اهتدى ليا*
واستشهد به على أن العرب قد تعامل
المنقوص فى حالة النصب كما تعامله فى حالة الرفع والجر ، فتحذف ياءه ، وذلك أن
قوله «واش» اسم أن منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها إجراء المنصوب مجرى
المرفوع.
[٢] هذان البيتان
للفرزدق : همام بن غالب ، والشاهد فيه فى قوله «خارجا» فانه عند سيبويه مصدر حذف
عامله ، وتقديره : لا أشتم مسلما الدهر ولا يخرج خروجا من فمى زور كلام ، وكان
عيسى بن عمر يجعل خارجا اسم فاعل ، ويقول : إنما قوله «لا أشتم» حال ، فأراد عاهدت
ربى فى هذه الحال وأنا غير شاتم ولا خارج من فمى زور كلام. وأيد ابن هشام ما ذهب
إليه سيبويه.