فمن ثم قيل فى
عمى القلب عم لكونه باطنا ، وفى عمى العين أعمى ، وقيل : الأقطع والأجذم ، بناء
على قطع وجذم [١] وإن لم يستعملا ، بل المستعمل قطع وجذم ـ على ما لم يسم
فاعله ـ والقياس مقطوع ومجذوم
وقد يدخل أفعل
على فعل قالوا فى وجر ـ أى خاف ـ وهو من العيوب الباطنة ، فالقياس فعل : وجر وأوجر
، ومثله حمق وأحمق ،
وكذا يدخل فعل
على أفعل فى العيوب الظاهرة والحلى ، نحو شعث وأشعث ، وحدب وأحدب [٢] وكدر وأكدر ، وقعس وأقعس [٣] وكذا
أجرد ، والأنثى جرداء
، وقالوا : مكان جرد ـ كسبط ـ وأجرد ، وجرد ـ كفرح ، وأرض جرداء وجردة ـ كفرحة ؛
إذا كانت لا نبات بها ، والهضم : خمص البطن ولطف الكشح ، وهو أهضم ، وهى هضماء
وهضيم ، ويقال : بطن هضيم ومهضوم وأهضم
[١] حكى صاحبا
القاموس واللسان : قطعت يده قطعا ـ كفرح فرحا ـ وقطعة ـ بفتح فسكون ـ وقطعا ـ بضم
فسكون ، إذا انقطعت بداء عرض لها ، وحكيا أيضا : قطع ـ كفرح وكرم ـ قطاعة ـ كجزالة
ـ إذا لم يقدر على الكلام أو ذهبت سلاطة لسانه ، ومثل ذلك كله فى كتاب الأفعال
لابن القوطية ؛ فان كان الأقطع وصفا بأحد هذه المعانى فلا محل لانكار المؤلف مجىء
المبنى للفاعل من هذا الفعل ، وإن كان الأقطع وصفا بمعنى الذى قطعت يده بفعل فاعل
، لا بمرض عرض لها ، فكلامه مستقيم. وحكى من ذكرنا أيضا : جذمت يده ـ كفرح ـ إذا
قطعت ، وجذمتها ـ كضرب ـ فهو أجذم ، فان كان الأجذم فى كلام المؤلف وصفا بهذا
المعنى فلا محل لانكاره ، وإن كان مراده بالأجذم المصاب بالجذام فمسلم ؛ لأنه لم
يستعمل منه إلا جذم مبنيا للمجهول
[٢] فى اللسان :
الحدب : خروج الظهر ودخول البطن والصدر ، تقول : رجل أحدب وحدب ، والأخيرة عن
سيبويه
[٣] القعس : دخول
الظهر وخروج البطن والصدر. ويقال : الرجل أقعس