فان قيل : فهلا
حذفت الواو من يوعد مضارع أوعد مع أن الضمة أثقل
قلت : بل الضمة
قبل الواو أخف من الفتحة قبلها للمجانسة التى بينهما
وإنما لم تحذف
الياء من نحو ييئس وييسر إذ هو أخف من الواو ، على أن بعض العرب يجرى الياء مجرى
الواو فى الحذف ، وهو قليل ؛ فيقول : يسر يسر ويئس يئس بحذف الياء
قوله «ووجد يجد ضعيف» هى لغة بنى عامر ، قال لبيد بن ربيعة العامرىّ : ـ
تعالى (ما كانَ اللهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ
مِنَ الطَّيِّبِ)
واستعملوا منه الأمر فقالوا : ذر ، ومنه قوله تعالى (ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)
وقوله (ذَرْنِي
وَالْمُكَذِّبِينَ)
ولم يستعملوا منه اسم فاعل ولا اسم مفعول ولا مصدرا ولا فعلا ماضيا ، وهذا المضارع
المسموع قد ورد بالفتح ، إلا ما حكى عن بعضهم من قوله : «لم أذر ورائى شيئا» ،
ومقتضى القواعد المقررة أن يكون ماضى هذا الفعل المقدر مكسور العين ، فيكون فتح
عين مضارعه هو الأصل والقياس ، وحينئذ فيسأل عن علة حذف الواو ؛ إذ كان المعروف
أنها لا تحذف إلا بين الياء والكسرة حقيقة أو تقديرا ، وجواب هذا هو الذى عناه
المؤلف بقوله : حمل على يدع ، يريد أنه حمل عليه فى حذف الواو لكونه بمعناه ، إذ
ليس فيه نفسه ما يقتضى حذفها ، ويمكن أن يقدر أن الماضى مفتوح العين ، فيكون قياس
المضارع كسر العين ، لأن المثال الواوى المفتوح العين فى الماضى لا يكون إلا من
باب ضرب ، فيكون حذف الواو جار يا على القياس ، لأنها وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة
أصلية ، ويسأل حينئذ عن سر فتح العين فى المضارع مع أنه ليس فيه ما يقتضى الفتح
فيجاب بأنه حمل على يدع فى فتح العين لكونه بمعناه ، وفى يدع موجب الفتح وهو حرف
الحلق ، وهذا يماثل ما قال بعضهم فى أبى يأبى : إنه فتحت عينه حملا له على منع
يمنع لأنه بمعناه
[١] تبع المؤلف
الجوهرى فى نسبة هذا البيت للبيد. قال ابن برى فى حواشيه