وحمل يذر على
يدع لكونه بمعناه [٢] ، ولم يستعمل ماضيه لا فى السعة ولا فى الضرورة
«لينتهين أقوام عن
ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم» قال ابن الأثير فى النهاية : «أى عن
تركهم إياها والتخلف عنها ، يقال : ودع الشىء يدعه ودعا ، إذا تركه ، والنحاة
يقولون : إن العرب أماتوا ماضى يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك ، والنبى صلىاللهعليهوسلم
أفصح ، وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله ، فهو شاذ فى الاستعمال فصيح فى القياس»
اه كلام ابن الأثير. ومن مجىء اسم الفاعل ما أنشده ابن برى من قول معن بن أوس :
عليه شريب ليّن وادع العصا
يساجلها حمّاته وتساجله
وما أنشده الفارسى فى البصريات :
فأيّهما ما أتبعنّ فإنّنى
حزين على ترك الّذى أنا وادعه
وقد استشهد الجوهرى على مجىء اسم
المفعول من هذا الفعل بقول خفاف ابن ندبة :
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه
جرى وهو مودوع وواعد مصدقى
[١] هذا البيت من كلام أبى الأسود الدؤلى ، قاله ابن برى ، وقال
الأزهرى :
إنه لأنس بن زنيم الليثى ، وأنشد معه
بيتا آخر ، وهو قوله :
لا يكن برقك برقا خلّبا
إنّ خير البرق ما الغيث معه
والشاهد فيه مجىء ودع ماضيا مخففا ،
ومثله قول سويد بن أبى كاهل اليشكرى :
سل أميرى ما الّذى غيّره
عن وصالى اليوم حتّى ودعه
وقول الآخر :
فسعى مسعاته فى قومه
ثمّ لم يدرك ولا عجزا ودع
[٢] اعلم أنهم استعملوا الفعل المضارع من هذه المادة فقالوا : يذر
، ومنه قوله