وأما افعلّ
فالاغلب كونه للون أو العيب الحسى اللازم [١] وافعالّ فى اللون والعيب الحسى العارض ، وقد يكون الأول
فى العارض والثانى في اللازم ، وأما افعوعل فللمبالغة فيما اشتق منه ، نحو اعشوشبت
الأرض : أى صارت ذات عشب [٢] كثير ، وكذا اغدودن [٣] النبت ، وقد يكون متعديا ، نحو اعروريت الفرس [٤] وافعوّل بناء مرتجل ليس منقولا من فعل [٥] ثلاثى ، وقد يكون متعديا كاعلوّط : أى علا ، ولازما
كاجلوّذ واخروّط : أى أسرع [٦] وكذا افعنلى مرتجل ، نحو
وحكى أبو عبيدة أنه
يقال : تلأم ـ بتضعيف الهمزة ـ أيضا
[١] المراد باللازم
فى هذا الموضع ما لا يزول والمراد بالعارض ما يزول
[٢] العشب : هو
الكلاء ما دام رطبا ، واحدته عشبة (كغرفة) وقال أبو حنيفة الدينورى : العشب : كل
ما أباده الشتاء وكان نباته ثانية من أرومة وبذر.
[٣] يقال : اغدودن
النبت ، إذا اخضر حتى يضرب إلى السواد من شدة ريه قال أبو عبيد : المغددون : الشعر
الطويل ، وقال أبو زيد : شعر مغدودن : شديد السواد ناعم.
[٤] اعرورى الفرس :
صار عريا ، واعرورى الرجل الفرس : ركبه عريا ، فهو لازم متعد ، ولا يستعمل إلا
مزيدا ، وقد استعاره تأبط شرا لركوب المهلكة فقال : ـ
يظلّ بموماة ويمسى بغيرها
جحيشا ، ويعرورى ظهور المهالك
[٥] مراده بهذا أنه ليس واحد مما ذكر من الأمثلة منقولا عن فعل
ثلاثى مشترك معه فى أصل معناه ، فأما المادة نفسها بمعنى آخر فلا شأن لنابها ،
وأكثر ما ذكر من الأمثلة قد ورد لها أفعال ثلاثية ولكن بمعان أخر.
[٦] قول الشارح «أى
أسرع» تفسير لاجلوذ واخروط جميعا