وأما قولُه جلّ
وعزّ : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ
يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) [الشّورى : ٢٤]. فإِنَّ الزَّجَّاجَ قال : المعْنى : فإن يَشَأ الله
يَرْبِطْ على قَلبِكَ بالصَّبْرِ على أَذَاهمْ ، وعلى قَوْلهمْ (افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) [سَبَأ : ٨].
ثعلب ـ عن ابن
الأعرابي ـ قال : الْخَتْمُ
: أَفْواهُ
فَلايَا النَّحْلِ.
قال : والخَتْمُ : المنعُ .. وَالْخَتْمُ
أيضاً ـ : حفْظُ
ما في الكتابِ ـ بتَعْليمِ الطِّينَة.
وقال
الزَّجَّاج ـ في قوله جلّ وعزّ : (خَتَمَ اللهُ عَلى
قُلُوبِهِمْ) [البَقَرَة : ٧].
معنى «خَتَمَ» ـ في اللغة ـ و «طَبَعَ» : وَاحِدَ وهو التغطية على
الشيءِ ، والاسْتِيثَاقُ منه ، لِئَلَّا يدخله شيءٌ كما قال تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [محَمَّد : ٢٤].
وقال : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما
كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)) [المطففون : ١٤] معناه : غلَب على قلوبهم ، وغطَّى على قلوبهم ما كانوا
يكسبون.