قال : وهِيَ ، وهَا : من زَجْر الإبل ، هَيْهَيْتُ
بها هِيهاءً وهِيهاةً ، وأنشد :
مِن وَجْسِ هِيهاءَ ومن هِيهائهِ *
وقال العجاج :
هيهاتَ من مَخترِقٍ هَيهاؤه *
قال : وهَيهاؤُه معناه البُعْد ، والشيءُ الذي لا يُرجَى.
قال : ومن قال
: ها فحكى ذلك قال : هاهَيْت.
هاهَيْتُ
بالإبل :
دَعَوتها ، وهأْهأْتُ
بها للعَلَف ،
وجَأْجَأْتُ بالإبل للشرب ، والاسم منه والجيءُ والهِىءُ ، وأنشد.
وما كان على
الجِيء
ولا الهِيء
امتدا حِيكا
ونحو ذلك قال
ابن الأعرابي.
هيه : قلت : واتفق أهل اللغة أن التاء من هَيْهات ليست بأصلية أصلُها هاء.
قال أبو عمرو
بن العلاء : إذا وصلتَ هيهاتَ
فدَع التاء على
حالها ، وإذا وقَفْتَ فقل : هَيهَات
هيهاه ، قال ذلك في
قوله جلّ وعزّ : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ
لِما تُوعَدُونَ) [المؤمنون : ٣٦].
وبنحو ذلك قال
الخليل وسيبويه. وقال وقال أبو إسحاق الزجاج : تأويل (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) البُعْد (لِما تُوعَدُونَ).
قال : وقال
سيبويه : من كَسَر التاء فقال : هيهاتِ
هيهاتِ ، فهي بمنزلة ،
عِرْقاتٍ تقول : استأصَلَ الله عرقاتَهم وعِرْقاتِهم ، فمن كسر التاء جعلها جمعاً
، واحدها عِرْقة ، وواحد
هيهات على ذلك هيهة ، ومن نَصَب التاء جعلها كلمةً واحدة.
قال : ويقال : هيهاتَ ما قلتُ ، وهيهاتَ
لِما قلت ،
فمنْ أَدخل اللام فمعناه البُعْد لقولك.
وقال ابن
الأنباريّ : في هيهات
سبعُ لغات :
فمن قال هيهاتَ بفَتْح التاء من غير تنوين شَبَّه التاء بالهاء ، ونصبها
على مذهب الأداة.
ومن قال : هَيْهاتاً بالتنوين ، شبهه بقوله تعالى : (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) [البَقَرَة : ٨٨] أي فقليلاً إيمانهم ومن قال : هيهاتِ شبهه بحَذامِ ، وقَطامِ ، ومن قال هيهات لك ، بالتنوين ، شبهه بالأصوات كقولهم : غاقٍ وطاقٍ ، ومن
قال هيهاتُ لكَ ، بالرفع ، ذَهب بها إلى الوَصْف فقال : هي أداةٌ
والأدواتُ معرفةٌ ، ومن رفعها ونوَّن شبه التاء بتاء الجمع ، كقوله : مِن عَرَقات.