responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 229

طُليَت هذه المواضعُ منه ، ومنه قول ذي الرمة :

قَرِيعُ هجانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ*

فإذا عُمَّ جسدُ البعير كله بالهِناء فذلك التَّدجِيل ، يُضرَب مثلاً للذي لا يُبالِغ في إحكام الأمور ولا يَستوثِق منها ، ويَرضَى باليسير منها.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : تهنَّأَ فلانٌ ، إذا كَثُر عَطاؤُه ، مأخوذٌ من الهِنْء ، وهو العطاء الكثير.

وقال ابن شميل : قال الخليل في قول الأعشى :

لا تَهَنَّا ذِكرَى جُبَيْرةَ أَمَّنْ

جاء منها بطائفِ الأهوال

قال : يقول : لا تُجَمْجِمُ عن ذِكرها ، لأنه يقول : قد فعلتُ وهنَيْتُ ، فتُجَمْجِم عن شيء ، فهو من هنَيْتُ ، وليس بأَمْر ، ولو كان أَمراً كان جَزْماً ، ولكنه خبر. يقول : أَنت لا تَهْنَا ذِكْرَها.

قلتُ : وقال غيرُ الخليل في قولهم : «لاتَ هنَّا» : «لاتَ» حرف ، و «هنَّا» كلمة أُخرى.

وأَنشد الأصمعيّ :

لات هَنَّا ذِكرَى جُبَيْرة*

البيت ، يقول : ليس جُبيرةُ حيثُ ذهبْتَ ، ايأَسْ منها ، ليس هذا بموضع ذِكرها.

قال : وقولُه :

.... أَمَّنْ

جاء منها بطائفِ الأهوالِ

يَستفهم ، يقول : مَن الذي دَلَّ خيالها علينا؟ وقال الراعي :

نعمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلْبَك مِتْيَحُ*

يقول : ليس الأمرُ حيث ذهبتَ ، إنما قلبُك مِتيحٌ في غير ضَيعة.

وقال أبو عبيد : من أَمثال العرب : «حَنَّتْ ولاتَ هَنَّت» ، وأَنَّى لك مقروع.

قال : يُضرَب مَثَلاً لمن يُتهَم في حديثه ولا يُصدَّق ، قاله مازن بنُ مالك بن عمرو ابن تميم لابنة أخيه الهَيْجُمانة بنت العَنْبر بن عَمْرِو بن تميم حين قالت لأبيها : إنّ عبد شمس بن سعد بن زيد مَناةَ يريد أن يُغِير عليهم فاتهمها مازِن ، لأنّ عبدَ شمسٍ كان يَهْوَاها وتهْوَاه ، يقال هذه المقالة ، وقوله : عَنَّت أي حَنَّت إلى عبد شمس ونزَعَتْ إليه وقوله : ولاتَ هَنَّتْ : أي ليس الأمرُ حيثُ ذهبَتْ.

وقال شمر : سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول في قول مازِن : حَنَّت ولاتَ هَنَّتْ ، يقول : حَنّت إلى عاشقها ، وليس أوانَ حَنين ، وإنما هُوَ وَلَا ، والهاءُ صلة جُعِلْت تاءً ، ولو وقَفتَ عليها لقلتَ : لَاهْ في القياس ، ولكن يَقِفون عليها بالتاء.

قال ابن الأعرابيّ : وسأَلْتُ الكسائيّ : كيف تَقِف على بنت؟ ، فقال بالتاء اتّباعاً للكتاب ، وهي في الأصل هاء.

قلت : والهاء في قوله : هَنَّتْ كانت هاءَ الوَقْفة ، ثم صُيِّرتْ تاءً ليُزاوِجُوا به حَنّت.

والأصل هَنَّا ، ثم قيل في الوقف : هَنّه للوقف ، ثم صُيِّرتْ تاءً.

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست