وقال الزجاج في
قول الله جلّ وعزّ : (قُلِ اللهُ يَهْدِي
لِلْحَقِّ) [يُونس : ٣٥] يقال : هَدَيْتُ
إلى الحق ، وهدَيْتُ للحق ، بمعنًى واحد ؛ لأن هَدَيْتُ يتعدّى إلى المَهْدِيِّين ، والحق يتعدَّى بحرف جرّ ،
المعنى الله يَهدِي
من يشاء إلى
الحق.
أبو العباس عن
ابن الأعرابيّ : الهُدَى
: البَيان ، والهُدَى : إخراج شيء إلى شيء ، والهُدَى
أيضاً : الطاعة
والوَرَع. والهُدَى
الهادي في قوله جلّ
وعزّ : (أَوْ أَجِدُ عَلَى
النَّارِ هُدىً) [طه : ١٠] أي هادِياً.
قلت والطريقُ
يسمَّى هُدًى ، ومنه قولُ الشماخ :
وقد
وَكَّلَتْ بالهُدَى إنسانَ ساهِمَةٍ
كأنه من
تمَامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ
وقال الفرّاء
في قول الله جلّ وعزّ : (أَمَّنْ لا يَهِدِّي
إِلَّا أَنْ يُهْدى) [يونس : ٣٥] يقول : تعبدون ما لا يَقدِرَ على أن ينتقل من مكانه إلا أن
تنقلُوه.
وقال الزجاج :
قرىء : (أم من لا
يَهْدْي) بإسكان الهاء
والدال.
قال : وهذه
قراءة مَرْوية ، وهي شاذة.
قال : وقراءة
أبي عمرو : (أمن لا
يهَدى) بفتح الهاء ،
والأصل : يَهتَدي ، وقراءة عاصم (أَمَّنْ لا يَهِدِّي) بكسر الهاء بمعنى يَهتَدي
أيضاً ، ومن
قرأ (أمّن لا
يَهْدي) خفيفة فمعناه يَهتَدي أيضاً. يقال : هَدَيْتُه
فَهَدِي ، أي اهتَدَى.
وقال قتادة في
قوله جلّ وعزّ : (وَأَمَّا ثَمُودُ
فَهَدَيْناهُمْ) [فُصّلَت : ١٧] أي بَيَّنا لهم طريقَ الهُدَى
وطريق الضلالة
، (فَاسْتَحَبُّوا) ، أي آثروا الضلالة (عَلَى الْهُدى). وقوله جلّ وعزّ (أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ
خَلْقَهُ ثُمَ هَدى) [طه : ٥٠] قال : معناه خَلَقَ كلَّ شيء على الهيئة التي بها يَنتَفِع والتي
هي أصلح الخَلْق له ، ثم هداه
لمعيشته ، وقد
قيل : ثم هداه لموضع ما يكون منه الوَلَد ، والأول أبيَن وأوضح.
وقال الأصمعيّ
: هداه يَهْدِيه في الدين هُدًى
، وهَداه يَهْدِيه هِدايةً ، إذا دَلَّه على الطريق ، وهَدَيْتُ العَروسَ فأنا
أهْدِيها هِداءً وأَهْدَيْتُ الهَدِيَّةَ إهداءً ، وأَهْدَيْتُ
الهَدْيَ إلى بيت الله إهداءً ، والهَدْي
خفيف ، وعليه هَدْيةٌ ، أي بَدَنةٌ.
وقال ابن
السكيت : الهَدِيّ : الرجلُ ذو الحُرْمة ، وهو أن يأتي القومَ يستجيرُهم أو
يأخذُ منهم عَهداً ، فهو
هَدِيّ ما لم يُجَر أو
يأخذ العَهْد ، فإذا أَخَذ العهدَ أو أُجِير فهو حينئذٍ جارٌ. وقال زُهير :