شبَّه مَشْيَ
النساء بمشي إبلٍ في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها. وقال رُؤْبة :
كلُّ طَويلٍ سَلبٍ وَوَهْزِ*
قالوا : الوَهْز الغليظ الرَّبْعَة. وقال شمِر : يقال : ظَلّ يتوهّز في مِشْيته ويتَوهّسُ
، أي يَغمِز
الأرض غَمْزاً شديداً.
ووَهَز القَملَة إذا قَصَعَها ، وأنشد شمر :
يَهِزُ
الهَرانِعُ لا يَزالُ ويَفتَلي
بأذلَّ حيثُ
يكونُ مَن يتذَلَّلُ
والوَهْز : الشديدُ الملزَّزُ الخَلْق.
هوز : الحرّاني ، عن ابن السكّيت : ما أدري أيَ الهُوز هو؟ وما أَدْري أيُّ الطَّمْس هو؟ وقال أبو العبّاس :
يقال : ما في الهُوز مِثلُه. وما في الغاطِ مِثلُهُ ، أي ليس في الخَلْق
مِثلُه. وقال الليث : الأَهْواز : سَبْعُ كُوَرٍ بين البَصْرة وفارس ، لكلّ كُورة منها
اسم ويجمعهنّ الأهْوازُ ، ولا يُفرَد واحدة منها
بِهَوْزٍ.
وهَوَّز : حروفٌ وُضعتْ لحساب الجُمَّل ، الهاء خمسة ، والواو
ستة ، والزاي سبعة.
باب الهاء والطاء
[ه ط (وايء)]
طها ، هيط ، (طه)
، وهط ، هطى : مستعملة
هطا : ثعلب عن ابن الأعرابي : هَطا ، إذا رَمَى ، وطَهَا إذا أَذْنب. قال : والهُطَى
: الصِّراع ، والهُطَى : الضَّرب الشديد.
طها : في حديث أبي هريرة أنَّه ذكر حديثاً عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقيل له : أسَمِعْتَهُ؟ فقال : أنا ما طَهوِي؟ قال أبو عبيد : هذا مَثَلٌ ضَرَبه ، لأن الطَّهْوَ في كلامهم الإنضاجُ للطعام ، ورجل طاهٍ وقومٌ طُهاةٌ. وقال : امرؤ القيس :
فَظَل طُهاةُ
اللَّحْم مِنْ بين مُنْضِجٍ
صَفِيفَ
شِواء أو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ
قال أبو عُبَيد
: فتَرَى أنَّ أبا هُرَيرة جَعَل إحكامَه للحديث وإتقانَه إيّاه ، كالطّاهي المُجِيد المُنضِج لطعامِه ، يقول : فما كان عَملي إنْ
كنتُ لم أَحْكِمْ هذه الرّواية التي رَوَيْتُها عن النبي صلىاللهعليهوسلم كإحكام الطّاهي
للطّعام ، وكان
وَجْهُ الكلام أن يقول : فما
طَهْوِي؟ أي فما كان
إذاً طَهْوِي؟ ولكنّ الحديث جاء على هذا اللّفظ. قلت : والّذي عندي في
قوله : «أنا ما
طَهْوِي» : أنا أيُّ
شيء طَهْوِي ، على التعجب ، كأنّه أراد أيُّ شيء حِفْظي وإحكامي ما
سمعتُ.
قلت : ورَوَى
أحمدُ بنُ يحيى عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الطُّهَى
: الذَّنْب من قول
أبي هُرَيرة : «أنا ما
طَهْوِي» أي ما ذَنْبي
إنّما قاله النّبي صلىاللهعليهوسلم.
قلت : وقولُ
ابن الأعرابيّ أشبه بمعنى الحديث والله أعلم وهو حسبنا (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.)
قال : والطُّهَى : الطَّبيخ.