قال : ويقال :
هي الإبْهام للإصبع ، ولا يقال : البِهام
، ويقال : هذا
فرسٌ جَوادٌ وبَهِيم
، وهذه فرسٌ
جَواد وَبَهيم ـ بغير هاء ـ : وهو الذي لا يَخلِط لونَه شيءٌ سوى مُعظم
لونِه.
رَوَى سُفيانُ
عن سَلَمَة بن كُهَيل عن خَيْثمة عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ
الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النِّساء : ١٤٥] ، قال : في تَوابِيتَ من حديد مُبْهَمةٍ عليهم.
قال أبو بكر
بنُ الأنباريّ : المُبهمَة : التي لا أَقفالَ عليها. يقال : أمرٌ مُبْهَم : إذا كان ملتَبساً لا يُعرَف معناه ولا بابُه.
قال : ورجُل بُهْمَة : إذا كان شُجاعاً لا يَدرِي مُقاتِلُه من أَيْن
يَدْخُل عليه.
قلت : والحروف المُبهَمة : التي لا اشتِقاق لها ، ولا يُعرَف لها أصول ، مثل
الذي والذين وما ومن وعن ، وما أشبَهَها.
وقال في موضع
آخر : كلام مُبْهَم
: لا يُعرَف له
وجهٌ يُؤتَى منه ، مأخوذ من قولهم : حائطٌ
مُبهَم : إذا لم يكن
فيه باب ، ومنه يقال : رجلٌ بُهْمة : إذا لم يُدْرَ من أين يُؤْتى له.
وقال ابن
السكيت : أبهَمَ عليّ الأمرُ : إذا لم يجعل له وجْهاً أعرِفُه. ولونٌ بَهِيم : لا يُخالِفُه غيره.
وقال الليث : البُهْمَى : نبتٌ تَجِدِ بِه الغنمُ وَجْداً شديداً ما دام أخضَر ،
فإذا يَبِس هَرَّ شوكُه وامتَنَع ، ويقولون للواحدة : بُهْمَى ، وللجميع ؛ بُهْمَى.
قال : ويقال
للواحدة : بُهْمَاة ، وأنشد ابن السكيت :
رَعَتْ بارضَ
البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً
وصَمْعاء حتى
آنَفَتْها نصالُها
والعرب تقول : البُهْمَى : عَقْر الدّار ، وعَقَار الدار : يريدون أنه من خِيار المَرْتَع في جَنابِ
الدّار.
والإبهام : الإصبَعُ الكُبرى التي تلي المُسبِّحة ، والجميع الأباهيم ، ولها مَفصِلان.
وكلّ ذي أربع
من دوابّ البر والبحر يُسمَّى بَهيمة.
وقال الأخفش : بُهمَى لا تُصرَف ، والواحدة
بُهْماة.
والبَهايم : أَجْبُلٌ بالحِمَى على لونٍ واحد.
قال الرّاعي :
بَكَى
خَشْرَمٌ لمَّا رَأَى ذا مَعارِكٍ
أَتَى دونه
والهَضْبَ هَضْبَ البهايم
وأَبهمَت الأرضُ فهي مُبهِمة : إذا أنبتَتْ البُهمى.