responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 138

أيامُها استَظْهَرَتْ بثلاثةِ أيام تقعُد فيها للحيض ولا تُصلِّي ، ثمَّ تغتسل وتُصلِّي.

قلت : ومعنى الاستظهار في كلامهم : الاحتياط والاستيثاق ، وهو مأخوذ من الظِّهْرِيِ ، وهو ما جعلتَه عُدَّةً لحاجتك.

قال أبو عُبَيد : قال الأصمعي : البعيرُ الظِّهْرِيّ : العُدَّة للحاجة إن احتِيجَ إليه.

وجمعُه ظَهَارِيُ.

قلت : واتِّخَاذُ الظِّهْري من الدَّوَابِّ عُدَّةً للحاجة إليه احتياط ، لأنه زيادة على قَدْر حاجة صاحبِه إليه ؛ وتفسيره : الرجُل ينهض مسافِراً ويكون معه حاجَتُه من الرِّكاب لحُمُولته التي معه فيحتاط لسَفَره ، ويزدادُ بعيراً أو بعيرَين أو أكثر ـ فُرَّغاً ـ تكون مُعَدَّةً لأحمال ما انقَطَع من حُمُولته بظَلَعٍ أو آفَةٍ أو انحسارٍ ، فيقال : استَظْهر ببَعيرَين ظِهْرِيَّيْن مُحتاطاً بهما ، ثم أقيم الاستظهارُ مُقام الاحتياط في كلّ شيء.

وقيل : سُمِّيَ ذلك البعيرُ ظِهْرِيّاً ؛ لأن صاحبَه جعله وراء ظهرِه فلمْ يَرْكَبْه ولم يحْمِل عليه ، وتَركَه عُدَّةً لحاجةٍ إنْ مَسَّتْ إليه.

ومن هذا قولُ الله جلّ وعزّ حكايةً عن شُعَيب أنه قال لقومه : (وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) [هُود : ٩٢] وقد مَرَّ تفسيرُه.

وفي الحديث : «فاظهرْ بِمَن معك مِن المسلمين إليها» ، أي اخرُج بهم إلى ظاهرها ، وأَبْرِزْهُم.

وفي حديث عائشة : كان يصلّي العَصْر في حُجْرَتِي قبل أن يُظْهر ، تعني الشمس : أي تعلو السُّطح ، ومنه قوله :

وإنا لنَرْجو فوقَ ذلك مَظْهرا*

يعني مَصْعَدا.

وقال الليث : الظُّهور : بُدُوُّ الشيء الخفيِّ والظُّهور : الظَّفَر بالشيء والاطّلاع عليه.

يقال : أظهر الله المسلمين على الكافرين : أي أعلاهُم عليهم ، وأظهرَني الله على ما سُرِق منِّي أي أعثرني عليه.

ويقال : ظَهر عنّي هذا العَيْبُ أي نَبَا عَنّي ولم يَعْلَقْ بي منه شيء. ومنه قول أبي ذُؤَيب الهُذَلي :

وعَيَّرها الواشُونَ أنِّي أحِبُّها

وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُها

وقيل لعبد الله بن الزُّبير : يابنَ ذات النِّطاقَين ، تعييراً له بها ، فقال متمثّلاً :

وتلك شَكاة ظاهرٌ عنك عارُها*

أراد أنّ نطاقها لا يَغُضُّ منها ولا منه ، فيُعَيَّرا به ولكنّه يرفعُه ، فيزيدُه نبلاً ويقال : وهذا أمرٌ ظاهرٌ عنك : أي ليس بلازِمٍ لك عيبُه. وقال :

وتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها*

وهذا أمرٌ أنت به ظاهرٌ : أي أنت قويٌّ عليه ، وهذا أمرٌ ظاهرٌ بك : أي غالِبٌ لك. وقوله :

واظْهَرْ بِبزَّتِه وَعَقْدِ لوائه*

أي افخَرْ به على غيره. وحاجتي عندَك ظاهرةٌ : إذا كانت مُطَّرحةً عنده. المْنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : ظهرتُ به : أي افتخرتُ به ، وظهرتُ

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست