responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 32

قال : وقوله جلّ وعزّ : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) [طه : ١٠٨] أي يتبعون صوت الداعي للحشر لا عوج له يقول : لا عِوَجَ للمدعوّين عن الداعي ، فجاز أن يقول «لَهُ»لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تقول دعوتني دعوة لا عِوَج لك عنها أي لا أعُوج لك ولا عنك. قال : وكل قائم يكون العوج فيه خلقة فهو عَوَجٌ. وأنشد ابن الأعرابي في مثله :

* في نابه عَوَجٌ يخالف شِدْقه*

قال والحائط والرُّمْحُ وكل ما كان قائماً يقال فيه : العَوَج. ويقال : شجرتك فيها عَوَج شديد.

قلت : وهذا لا يجوز فيه وفي أمثاله إلَّا العَوَجُ.

وقال الأصمعيّ : يقال هذا شيء معوجٌ وقد اعوجّ اعوجاجاً على افعلّ افعلالاً.

ولا تقول معوَّج على مفعَّل إلا لعُود أو شيء رُكِّب فيه : العاج.

قلت : وغيره يجيز عوّجت الشيء تعويجاً إذا حنيته ، وهو ضد قوّمته. فأمّا ما انحنى من ذاته فيقال : اعوجّ اعوجاجاً ، ويقال عُجْته فانعاج أي عطفته فانعطف ، ومنه قول رؤبة :

* وانعاج عُودي كالشظيف الأخشن*

ويقال عَوِجَ الشيء يَعْوَجُ عَوَجاً فهو أعوج لكلّ ما يُرَى ، والأنثى عوجاء ، والجماعة عُوج ، ويقال لقوائم الدابة : عَوج ، ويستجبّ ذلك فيها. يقال : نخيل عُوج إذا مالت.

وقال لبيد يصف عَيْر وأُتُنَهُ وسَوقه إيّاها :

إذا اجتمعت وأَحوذ جانبيها

وأوردها على عُوج طِوال

فقال بعضهم : معناه : أوردها على نخل نابتة على الماء قد مالت ، فاعوجَّت لكثرة حَمْلها ؛ كما قال في صفة النخل :

* غُلبٌ سواجد لم يدخل بها الحصر*

وقيل معنى قوله : أوردها على عُوج طوال أي على قوائمها العُوج ، ولذلك قيل للخيل : عُوج ، ويقال ناقة عوجاء إذا عَجِفت فاعوجَ ظهرها ؛ وامرأة عوجاء إذا كان لها ولد تَعُوج إليه لترضعه ، ومنه قول الشاعر :

إذا المُرْغِث العوجاء بات يَعُزُّها

على ثديها ذو وَدْعتين لَهُوج

والخيل الأعوجيّة منسوبة إلى فحل كان يقال له : أعوج ، يقال : هذا الحِصَان من بنات أعوج.

وقال الليث : العاج : أنياب الفِيَلة ، قال ولا يسمى غير الناب عاجاً.

وقال شمر : يقال للمَسكِ : عاج. قال وأنشدني ابن الأعرابي :

وفي العاج الحِنّاء كفٌّ بنانُها

كشحم النَقَا لم يعطها الزند قادح

أراد بشحم النقا دوابَّ يقال لها : الحُلَك.

ويقال لها : بنات النقا يشبَّه بها بنان الجواري للينها ونَعْمتها.

قلت : والدليل على صحة ما قال شمر في العاج أنه المَسكُ ما جاء في حديث مرفوع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لثَوبان : «اشتر

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 3  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست