عبأ : أمّا
عبا فهو مهموز لا
أعرف في معتلَّات العين حرفاً مهموزاً غيره. ومنه قول الله جلّ وعزّ : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ
لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) [الفرقان : ٧٧] ، وهذه آية مشكِلة. ورَوَى ابن أبي نَجيح عن مجاهد أنه قال
في قوله تعالى : (قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ رَبِّي) أي ما يفعل بكم ربي لولا دعاؤكم إيّاه لتعبدوه وتطيعوه
، ونحو ذلك قال الكلبي.
وروى سلمة عن الفراء
في قوله تعالى : (قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ رَبِّي) أي ما يصنع بكم ربي (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) ابتلاؤكم : لولا دعاؤه إيّاكم إلى الإسلام.
وقال أبو إسحاق
: (قُلْ ما يَعْبَؤُا
بِكُمْ) أي ما يفعل بكم (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) معناه : لولا توحيدكم. قال وتأويله : أيُّ وزن لكم عنده
لولا توحيدكم ، كما يقول : ما
عَبَأت بفلان ، أي ما
كان له عندي وزن ولا قَدْر ، قال : وأصل العبء الثقل. قال وعبّأت
المتاع : جعلت
بعضه فوق بعض.
وقال شمر : قال
أبو عبد الرحمن : ما
عَبَأت به شيئاً أي لم
أعدّه شيأ.
قال أبو عدنان
عن رجل من باهلة يقال : ما
عبأ الله بفلان
إذا كان فاجراً أو مائقاً. وإذا قيل : قد
عبأ الله به فهو
رجلُ صدقٍ وقد قبل الله منه كل شيء. قال : وأقول : ما عَبَأت بفلان أي لم أقبل منه شيأ ولا من حديثه.
وقال غيره : عبأتُ له شراً أي هيأتُه. قال وقال ابن بزرج : احتويت ما عنده
وامتخرته واعتبأته وازدلعته وأخذته واحد.
وقال أبو زيد :
عَبَأت الأمر والطِيب عَبْأ إذا ما صنعته وخلطته ، وعَبأت
المتاع عَبْأ إذا ما هيأته.
ويقال عبَّأته تعبئة ، وكل من كلام العرب وعبّأت
الخيل تعبئة وتعبيئا ، وجمع العبء
أعباء ، وهو الأحمال
والأثقال.
ثعلب عن ابن الأعرابي
: المعبأة : خرقة الحائض. وقد
اعتبأت المرأة بالمعبأة. قال وعبا وجهه يعبأ إذا أضاء وجهه وأشرق. قال والعبوة : ضوء الشمس وجمعه
عِباً.
وقال الليث
العِبُّ كل حِمْل من غُرْم أو حَمَالة. وما
عبَأت به شيأ : لم
أباله. قال : والعباية : ضرب من الأكسية واسع فيه خطوط سود والجميع العَبَاء. والعباءة لغة فيها. قال : والعَبَا مقصور : الرجل العَبَامُ ، وهو الجافي. ومدَّه الشاعر
فقال :