هي أن تقول : إذا
نَبذتُ الحصاة إليك
فقد وَجَبَ البيعُ ، ومما يحقّقه الحديث الآخر أنه نَهى عن بيع الحصاة.
ثعلب عن ابن
الأعرابيّ : المِنْبَذة الوِسادة ، المنْبوذون
هم أولاد
الزِّنى الذين يُطرحون. قال الأزهري : المنْبوذ الولد الذي تَنْبِذُه
والدتُه حِين
تلده فَيلْتَقِطُه الرجل ، أو جماعة من المسلمين ويقومون بأمره ومؤونته ورَضاعه ،
وسواء حملته أمه من نِكاح أو سِفاح ، ولا يجوز أن يقال له : وَلَدُ زِنى لما أمْكن
في نَسَبه من الثبات ، والنَّبيذ معروف ؛ وإنما سُمِّي نبيذا لأن الّذي يَتخذه يأخذ تمرا أو زبيبا فيَنبذه ، أي يُلْقيه في وِعاء أو سِقاءٍ ، ويَصُبُّ عليه الماء
ويتركه حتى يفورَ ويَهْدِر فيصير مُسكرا ، والنَّبْذُ الطرحُ ، وما لم يَصِرْ مُسْكرا حلال فإذا أسكر فهو
حرام.
وفي الحديث أنه
صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤْمن بالله واليوم الآخر
أن تَحُدَّ على مَيِّت فوق ثلاث إلا على زوجٍ فإنها تَحُدُّ عليه أربعة أشهر
وعَشْرا ، ولا تكْتَحِل ولا تَلْبَس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عَصْب ولا تَمَسُّ طيبا
إلا عند أَدنَى طهرها ، إذا اغتسلت من مَحيضها».
نُبْذَة قُسْطٍ وأظْفارٍ ، يَعْني قِطعةً منه.
ويقال للشاةِ
المهزولة التي يُهملها أهلها : نَبِيذةٌ ؛ ويقال : لما يُنْبَثُ من تُراب الحفْرة : نبيثَةٌ ، ونبيذَة ، وجمعها
النَّبَائِث والنبائذُ ؛ ويقال : في هذا العِذْق نَبْذٌ قليلٌ من الرُّطَب ، ووَخْزٌ قليل ، وهو أن يُرْطب منه
الخَطِيئة بعد الخَطِيئة.
وفي حديث عديّ
بن حاتم أنه لما أتَى النبي صلىاللهعليهوسلم أمر له بِمِنْبَذَةٍ ، وقال : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ، والمنْبَذَة : الوسادة سميت مِنْبَذَةً لأنها
تُنْبَذُ بالأرض أي
تطرح للجلوس عليها.
ذ ن م
منذ : قال الليث : مُنْذُ ، النُّون والذَّال فيها أصلِيّتان ، وقيل : إن بِناء مُنْذ مأخوذٌ من قولك مِن إذْ ، وكذلك معناها من الزمان إذا قلت
: منذ كان ، معناه : مِن إذْ كان ذلك ، فلما كَثُر في الكلام
طُرِحَت همزتُها ، وجُعِلتا كلمة واحدة ورُفِعت على توهم الغاية.
وقال غيره : مُنْذُ ومُذْ من حروف المعاني : فأَمَّا مُنْذُ فإن أكثر العرب تخْفِضُ بِها ما مضى وما لم يمض وهو
المجمع عليه ، واجتمعوا على ضم الذال فيها عند الساكن والمتحرك كقولك : لم أره مُنْذُ يومٍ ومُنْذُ اليومِ ؛ وأما
مُذْ فإِن العرب
تخفِضُ بها ما لم يمْضِ وترفَعُ ما مضى قال : ويسكنون الذال إذا وَلِيَها مُتحرك
ويضمونها إذا وَلِيها ساكن ، يقولون : لم أرَهُ مُذْ يومان ولم أرَهُ مُذُ اليومِ ، وهذا