[ذرّ] : أخبرني أبو العباس محمد بن أبي جعفر المنذري عن أبي
العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابيّ أنه قال : يقال أصابنا مطرٌ ذَرَّ بَقْلَه ، ويَذُرُّ ، إذا طلَع وظهَرَ ، وذلك أنه يَذُرُّ من أدنى مَطَرٍ ، وإنما
يَذُرُّ البَقْلُ من
مَطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ ، ولا يُقَرِّحُ البقلُ إلا من قَدْرِ الذِّراعِ.
وقال ابن
بُزُرْجَ : ذَرَّت
الشمس تَذُر ذُرُوا وذَرَّ البقلُ ، وذَرَّت
الأرضُ
النَّبْتَ ذَرَّا ، وقال ابن الأعرابيّ : ذَرَّ الرجلُ يَذُرُّ إذا شَابَ مُقَدَّمُ رأسِه ، قال : وذَرَّ الشيءُ
يَذرُّهُ إذا بَدَّدَه ،
وذَرَّ يذُرُّ إذا تَجَدَّدَ ، وذَرت
الشمسُ تَذُرُّ إذا طَلَعتْ.
وقال الليث : الذَرُّ الواحدة
ذَرَّةٌ وهو صِغار
النّمل ، والذَّرُّ مَصْدَرُ
ذَرَرْتُ ، وهو أَخْذَكَ
الشيءَ بأطراف أصابعك تذرُّه
ذَرَّ الملح المسحوق
على الطعام ، والذَّرُورُ ما
يُذَرّ في العين أو
على القَرْحِ من دَوَاء يَابِسٍ ، والذرِيرَةُ فُتَاتٌ من قَصَبِ الطيبِ الّذي يُجاءُ به من بلاد
الهند ، يُشبه قَصَبَ النُّشَّابِ ، والذُّرَارَةُ ما تَناثَر من الشيء الّذي تَذرُّه ، وذَرَّتْ
الشمس تَذُرُّ ذُرُورا وهو أولُ طلوعها ، وشُروقُها أول ما يسقط ضوؤُها على
الأرض والشجر ، وقال الله جلّ وعزّ : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها
مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤)) [آل عمران : ٣٤].
أجمع القراء
على ترك الهمز في الذُّرِّيَّة ، وقال ابن السكيت : قال أبو عبيدة : قال يونس : أهل
مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبيَّ والبريَّةَ ، والذُّرِّيَّة من ذَرَأَ الله الخلق أي خَلقهم ، وقال أبو إسحاق النحوي : الذُّرِّيَة غيرُ مهموز ، قال : وفيها قولان ، قال بعضهم : هي
فُعْلِية من الذَّر لأن الله تعالى أخرج الخلقَ من صُلْب آدم كالذَّر حين أشهدهم على أنفسهم : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢].