والرَّجَمُ بفتْح الجيم : القَبْر ، سُمِّي رَجَما لما يُجْمَعُ عليه من الأحْجار والرِّجام ، ومنه قول كَعْب بن زُهير :
أَنا ابنُ
الَّذي لم يُخْزُنِي في حَياتِه
ولم أُخْزِه
حتى تَغَيَّبَ في الرَّجَمْ
قال أبو بكر :
معنى قول عبد الله بن مُغَفّل في وصيته بنيه : لا
ترجُموا قبْري ، معناه
لا تنوحوا عند قبري ، أي لا تقولوا عنده كلاماً سيئاً قبيحاً. قال : والرجيم في نعت الشيطان المرجومُبالنجوم.
فَصُرفَ إلى فعيل من مفعول. قال : ويكون الرجيم
بمعنى المشتوم
المسبوب ، من قوله : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ
لَأَرْجُمَنَّكَ) [مريم : ٤٦] أي لأسبّنّك ، قال : ويكون الرجيم
بمعنى الملعون
، وهو المطرود. قال : وهو قول أهل التفسير.
وقال اللَّيث :
الرُّجْمَةُ : حجارة مجموعة كأَنَّها قُبور عاد ، وتجمع رِجاماً.
وقال شَمِرَ :
قال الأَصْمَعِيُ الرُّجْمَةُ دون الرِّضَام. قال : والرِّضام : صُخُورِ عِظَام
تُجْمع في مَكان.
قال ، وقال
أَبُو عَمْرو : الرِّجامُ
: الْهِضاب
واحدهما رُجْمَة. وقال لَبِيد :
* بِمنّى تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَاحُها*
قال : والرَّجَم والرِّجَام
الحِجارة
المجموعة على الْقُبور ، ومنه قول عبد الله بن المُغَفَّل المُزَني : لا تَرْجُموا قَبْري ، يقول : لا تَجْعلوا عليه الرَّجَم.
أراد تسوية
القبر بالأرض ، وألا يكون مُسَنَّماً مرتفعاً.
ويقال : الرَّجَمُ الْقَبْرَ نَفْسُه. ومنه قوله :
* ولم يُخْزني حتى تغيَّب في الرَّجَمْ *
أبو عبيد ، عن
الأصمعي قال : الرِّجام
حجر يُشَدُّ في
طرف الحَبْل ، ثم يُدَلَّى في الْبِئر ، فَتُخَضْخَضُ به الْحَمأَةُ حتى تَثُور ،
ثم يُسْتَقَى ذلك الماءُ فَتُسْتَنْقَى البِئر ، قال : هذا إذا كانت البِئر بعيدةً
القَعْر لا يقدرون على أن ينزلوا فيها فَيُنَقُّوها ، وأَنْشَد شَمِر لصخر الغيّ :