وقال الزَّجاج
: المعنى في (إن تضلّ) : إنْ تَنْسَ إحداهما تُذَكِّرْها الأخرى الذاكرة.
قال : وتُذَكِّرُ
وتُذْكِرُ ، رفعٌ مع كسر «إنْ» لا غير. ومن قرأ (أَنْ تَضِلَ
إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ) ، وهي قراءة أكثر الناس.
قال : وذكر
الخليل وسيبويه أن المعنى : اسْتَشهِدُوا امرأَتَين ، لأن تُذَكّرَ إحداهما الأخرى
، ومن أجل أن تُذَكّرها.
قال سيبويه :
فإن قال إنسان : فلمَ جاز أن تضِلَ
، وإنما
أُعِدَّ هذا للإذكار! ، فالجواب عنه أنّ الإذكار لما كان سبَبُه الإضلال ، جاز أن
يذكر أن تَضِلَ ، لأن الإضلال
هو السبب الذي
به وجب الإذْكار. قال : ومثلُه أَعْدَدْتُ هذا أن يَمِيلَ الحائط فأَدْعَمه ،
وإنما أَعْدَدْتُه للدَّعْم ، لا للميل ؛ ولكن الميل ذُكِرَ ، لأنه سبب الدَّعْم ،
كما ذكر الإضلال ، لأنه سبب الإذكار ، فهذا هو الْبَيِّن إن شاء الله
تعالى.
وقوله : عزوجل : (أَإِذا ضَلَلْنا فِي
الْأَرْضِ) [السجدة : ١٠]. معناه : أإذا مِتْنَا وصِرْنا تُراباً وعِظاماً ، فضللنا في الأرض فلم يتبيَّن شيءٌ من خَلْقِنا.