responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 11  صفحه : 319

وقول الله جلَّ وعزَّ : (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) [البقرة : ٢٨٢]. وقُرىء (إنْ تَضِلَ) بالكسر ، فمن كسر «إنْ» فالكلام على لَفْظ الجزاء ومعناه.

وقال الزَّجاج : المعنى في (إن تضلّ) : إنْ تَنْسَ إحداهما تُذَكِّرْها الأخرى الذاكرة.

قال : وتُذَكِّرُ وتُذْكِرُ ، رفعٌ مع كسر «إنْ» لا غير. ومن قرأ (أَنْ تَضِلَ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ) ، وهي قراءة أكثر الناس.

قال : وذكر الخليل وسيبويه أن المعنى : اسْتَشهِدُوا امرأَتَين ، لأن تُذَكّرَ إحداهما الأخرى ، ومن أجل أن تُذَكّرها.

قال سيبويه : فإن قال إنسان : فلمَ جاز أن تضِلَ ، وإنما أُعِدَّ هذا للإذكار! ، فالجواب عنه أنّ الإذكار لما كان سبَبُه الإضلال ، جاز أن يذكر أن تَضِلَ ، لأن الإضلال هو السبب الذي به وجب الإذْكار. قال : ومثلُه أَعْدَدْتُ هذا أن يَمِيلَ الحائط فأَدْعَمه ، وإنما أَعْدَدْتُه للدَّعْم ، لا للميل ؛ ولكن الميل ذُكِرَ ، لأنه سبب الدَّعْم ، كما ذكر الإضلال ، لأنه سبب الإذكار ، فهذا هو الْبَيِّن إن شاء الله تعالى.

وقوله : عزوجل : (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) [السجدة : ١٠]. معناه : أإذا مِتْنَا وصِرْنا تُراباً وعِظاماً ، فضللنا في الأرض فلم يتبيَّن شيءٌ من خَلْقِنا.

وقوله : (رَبِّ إِنَّهُنَ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) [إبراهيم : ٣٦].

قال الزّجاجُ : أي ضَلُّوا بسببها ، لأن الأصْنام لا تعقل ولا تفعل شيئاً ، كما تقول : قد فتَنَتَنِي. والمعنى : إني أحببتها ، وافْتَتَنتُ بسببها.

وقوله جلّ وعزّ : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ) [النحل : ٣٧].

قال الزجاج : هو كما قال جلّ وعزّ : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ) [الأعراف : ١٨٦].

قلت : والإضلال في كلام العرب ضدّ الهِدَاية والإرشاد. يقال : أَضللْتُ فلاناً ، إذا وجهتَه للضلال عن الطريق ، وإياه أراد لبيد :

مَنْ هداه سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى

ناعِمَ البالِ ومن شَاءَ أَضلّ

وقال لبيد هذا في جاهليته ، فوافق قوله التنزيل يُضلّ مَنْ يشاء ، وللاضلال في كلام العرب معنى آخر.

يقال : أَضللْتُ الميِّتَ ، إذا دَفَنْتَهُ.

وقال المخَبَّلُ :

أَضلَّتْ بنو قَيْسِ بن سَعْدٍ عَميدَها

وفارِسَها في الدَّهْرِ قَيْسَ بن عاصم

وقال النابغة :

فَآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيّةٍ

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

نام کتاب : تهذيب اللغة نویسنده : الأزهري، محمد بن أحمد    جلد : 11  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست