وقال الليث : الجوابُ رَدِيدُ الكلام ، والفعل : أجَابَ يُجِيبُ. ومن أمثال العرب : أساءَ سَمْعاً فأسَاءَ جابةً.
قال أبو الهيثم
: جابةٌ اسمٌ يقوم مقام المصدر ، وهو كقولهم : المالُ عارةٌ ،
وأطعتُهُ طاعةً ، وما أُطيق هذا الأمر طاقَةً ، فالإجابة مصدرٌ حقيقيّ ، والجابه
اسمٌ ، وكذلك الجواب ، وكلاهما يقومان مقَامَ المصدر.
وقال الله
تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ
عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) [البقرة : ١٨٦].
قال الفراء ،
يقال : إنها التّلْبِية.
وقال الزَّجاج
: أي فَلْيُجِيبوني ، وأنشد :
وداعٍ دعا يا
مَنْ يُجِيبُ إلى النَّدى
فلم
يَسْتَجِبْهُ عند ذاك مُجِيب
أي فلم يُجِبْه أحد.
وجَيْبُ الليل : الصُّبح. قاله شمر.
قال العجاج :
حتى إذا ضوءُ
القميص جَوَّبا
ليلا كأثناء
السَّدوس غَيْهبا
جَوَّبَ
: نَوَّر ،
وكشف ، وجلى.
وروى خالد
الحذَّاء عن أبي قُلابَة عن ابن عمر أن رجلاً نادى : يا رسول الله ، أي الليل أجوَبُ دعوة؟ قال : «جوف الليل الغابر».
قال شمر : قوله
أجوَبُه من الإجابة ، أي أسرعه إجابة ، كما يقال أطوعُ من الطاعة. قال : والأصل جاب يجوب ، مثل طاع يطوع.
وقال الفراء :
قيل لأعرابي يا مُصاب ، فقال : أنت أصوبُ مني. قال : وأصل الإصابة من صاب يَصُوب
إذا قَصَد.
ويقال : جُبْتُ البلدَ
أَجُوبُهُ جَوْباً ، إذا قطعْته ، واجْتَبْتُه
مثله ، ويقال :
اجْتَاب فلانٌ ثوباً ، إذا لبسه. وأنشد :