جرى : في حديثِ عبدِ الله بن الشِّخِّير ، أَنَّه قال : «قَدِمْتُ
المدينة في رَهْطٍ من بني عَامِر ، فسلَّمنا على النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال قائل منا : أَنْتَ سَيِّدُنا ، وأَنْتَ
الجَفْنَةُ الغَرّاء ، فقال : «قولوا بقَوْلكم ، ولا يَسْتَجرِيَنَّكُمُ الشَّيطان».
كانت العربُ
تَدْعو السَّيد المِطْعام جَفْنَةً لإطْعامِهِ فيها ، وجعلوها غَرَّاء لما فيها من
وَضَحِ السَّنَام ، وقوله : «ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشيطان» ، هو من الجَرِيّ ، وهو الوَكِيل ، تقول : جرَّيْتُ
جَرِيّاً ، واستجريتُ جَرِيّاً ، أي اتخذتُ وَكيلاً ؛ يقول : تكلَّموا بما يحضُركم من
القول ، ولا تَتَنَطَّعُوا ولا تَسْجَعُوا كأَنما تنطقون على لِسان الشيطان ، وهذا
قول القُتَيْبيّ ، ولم أرَ القومَ سجعوا في كلامهم ، فَينْهاهم عنه ، ولكنهم
مَدَحوا فَكَرِهَ لهم الْهَرْفَ في المدح ، وكان في ذلك تأْدِيبٌ لهم ولغيرهم من
الذين يمدحون الناس في وجُوههم.
ثعلب عن ابن
الأعرابيّ : الجَرِيُ
الوَكيل.
قال : والجَرِيُ الرَّسول ، والجَرِيُ
الضامِن.
وقال الليث :
الخَيل تَجْرِي والرياح تجري
والشمس تجري جَرْياً إلا الماء فإنه يَجْرِي
جِرْيَةً. والجِراءُ : للخيل خاصة. وأنشد :
* غَمْرُ الجِرَاءِ إذا قَصَرْتَ عِنَانَه*
وفرسٌ ذُو أَجَارِيّ ، أي ذو فنونٍ من الجَرْي.
قال أبو عُبيد
: الإِجْرِيّاء الوَجهُ الذي نأخُذُ فيه.
قال لبيد :
* عَلَى كلِ إجرِيّا يَشُقُّ الْخَمائِلَا*
وقال ابن
السكّيت : يقال : جرَّيْتُ
جِريّاً.
أي وَكَّلْتُ
وَكيلاً ، والجَرِيُ
: الرسول.
قال : وقد
جرَّأْتُكَ على فلان حتى اجتَرَأْتَ عليه جُرْأَةً.
وقال الليث :
هو جَرِيُ المُقْدَمِ ، وقد جَرُؤَ يَجْرُؤُ جُرْأةً وجراءَةً
وجرّأْتُه أنا تَجْرِئَةً ، وجمع الجريءُ أَجرِئَاءُ بهمزتين ، ويجوز حذف إحدى
الهمزتين وجمع الجَرِيّ