ويقال للدَّابة
إذا أكلتِ الدَّرِينَ الأسودَ : قد
كتِنت جحافلها أي
اسْوَدَّت (قلت) : غلط الليث في قوله إذا أكلت الدّرين لأنَّ الدرينَ ما يبس مِن
الكلأ وأتى عليه حول فاسودَّ ولا لَزَج له حينئذٍ فيظهرُ لونه في الجحافل ، وإنما تكتَنُ الجحافلُ مِن رعْي العُشْبِ الغَضِّ يسيلُ ماؤُه فيركب
وَكَبُهُ ولَزَجُهُ عَلَى مَقامِّ الشَّاءِ ، ومشافرِ الإبل ، وجحافل الحافرِ ،
وإنما يَعرِفُ هذا مَن شاهدهُ وثافنهُ. فأما مَن يعتبرُ الألفاظَ ولا مُشاهدةَ له
ولا سماع صحيح من الأعراب فإنهُ يخطئُ مِن حيث لا يعلم.
وبيت ابن مقبلٍ
الذي فسرتهُ في باب الكتل يبين لك ما قلته ، وذلك أنَّ المَكْنان والعِضْرِسَ
بقْلتانِ غضَّتانِ رقيقتانِ وهما مِن أحرار العشب وإذا يبستا فتنَاثرَ ورقهمَا
اختلط بقميم العُشْبِ فلم يتميزا منها.
وقال الليث : الكتَنُ في شعر الأعشى : الكتَّان
حيثُ يقول :
هو الواهبُ
المسمعات الشَّرُو
بَ بينَ
الحرير وبين الكَتنْ
ويقال : لبس
الماءُ كَتَّانَه إذا طَحْلَب واخضرّ رأْسُهُ. وقال ابن مُقبلٍ :
أسَفْنَ
المسافِرَ كَتَّانَهُ
فأمْرَرْنه
مستدِرّاً فَجالا
أَسَفْنَ يعني
الإبل أي أَشممن مشافرَهنَ كتّان
الماء وهو
طُحلبهُ. ويقال : أراد
بكتانه غُثاءَه.
ويقال أراد
زَبَدَ الماءِ ، فأمررْنه أي شربنهِ مِن المرور ، مستدرّاً أي أَنه استدرَّ إلى
حلوقها فجرى فيها ، وقوله فجالا أَي جال إِليها.
(عمرو عن أبيه):
الكَتَنُ : ترابُ أصلِ النخلة ، والكتَنُ
: التزاقُ
العَلفِ بفَيْدَىْ جحفلتي الفرس ، وهما صِمغاها.
(أبو عبيد عن
أبي عمرو): الكَتِنُ
بكسر التاء :
القَدَحُ.
كنت : (ثعلب عن ابن الأعرابي): كَنَتَ
فلانٌ في
خَلْقه وكَانَ في خُلُقِه ، فهو
كَنتي وكانِيٌّ.
وقال ابنُ
بُزُرْجَ : الكُنْتِيُ
: القويُّ
الشديدُ.