فإنْ هو تَعَارَّ وذكر الله حُلَّتْ عُقْدَةٌ ، فإن هو قام فتوضأ وصلّى
حُلّتْ عُقْدةٌ وأصْبَح نشيطاً قد أصاب خيراً ، وإن هو لم يذكر الله حتى يُصْبحَ
بال الشّيْطانُ في أُذُنيْهِ».
وقال شمرٌ :
سمعتُ ابن الأعرابيِّ يقولُ : جئْتُك في مثل مَجَرِّ الضّبُع ، يُريدُ السّيْل قد خرق الأرض فكأنّ الضَّبُعَ
جرَّتْ فيه.
قال :
وأصابهُمْ غيْثٌ جِوَرٌّ أي يجُرُّ كلَّ شيءٍ ، ويقال : غيثٌ جِوَرٌّ إذا طال نبْتُه وارتفع.
وقال أبو عبيدة
: غَرْبٌ جِوَرٌّ : فارضٌ ثقيلٌ.
وقال غيرُه :
جَمَلٌ جِوَرٌّ أي ضخمٌ ، ونَعْجةٌ
جِوَرَّةٌ ، وأنشد :
فاعْتَام
منها نَعْجةً جِوَرَّهْ
كأنّ صَوْتَ
شَخْبِهَا للدِّرَّهْ
هَرْهَرَةُ الهِرِّ
دَنَا لِلْهِرَّهْ
وقال الفراء : (جِوَرٌّ) إن شئت جعلت الواو فيه زائدةً من جَرَرْتُ ، وإن شئت جعلته (فِعَلًّا) من الجَوْرِ ، ويصيرُ التّشْديدُ في الرّاء زيادةً كما شدّدُوا :
حَمَارّة الصّيْفِ.
(الأصمعي) :
كتيبةٌ جرّارةٌ لا تقْدِرُ على السّير إلا رُوَيداً من كثرتها.
رج : قال الله جلّ وعزّ : (إِذا رُجَّتِ
الْأَرْضُ رَجًّا (٤)) [الواقعة : ٤] معنى رُجَّتِ
: حُرِّكَتْ
حركةً شديدةً وزُلْزِلَتْ.
وقال الليث :
الارْتِجَاجُ : مطاوعةُ
الرَّجِ.
قال : وارْتَجَ الكلامُ إذا الْتَبَسَ.
قال : والرَّجُ : تَحْرِيكُكَ شيئاً كحائطٍ إذا زكَكْتَه ، ومنه : الرَّجْرَجَةُ.
(أبو عبيد عن
الأصمعي) : كَتِيبَةٌ
رَجْرَاجَةٌ إذا كانت
تمخَّضُ لا تكادُ تسيرُ ، وكتيبَةٌ جرَّارَةٌ : لا تسيرُ إلَّا رُوَيْداً مِنْ
كَثْرَتِها.
وفي حديث ابن
مسعودٍ : «لا تقُومُ السَّاعةُ إلَّا على شِرَار النَّاسِ كَرِجْرَاجَةِ الماء الخبيث التي لا تَطَّعِمُ».
قال أبو عبيد :
أَمَّا كلامُ العربِ فرِجْرِجَةٌ ، وهي بقيّةُ الماء في الحَوْضِ الكَدِرَةُ
المُخْتَلِطَةُ بالطين لا يُمكنُ شُربُها ولا يُنْتَفعُ بها ، وإنما تقولُ العربُ
: الرَّجْرَاجَةُ : الكَتِيبَةُ التي تَمُوجُ من كثْرَتِها.
ومنه قيل :
امرأةٌ رَجْرَاجَةٌ لَتَحرُّكِ جسدِهَا ، وليس هذا مِنَ الرِّجْرِجَةِ في شيءٍ.
وفي حديث
الحسنِ : أنَّه ذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ المُهَلَّبِ قال : «فاتَّبَعَهُ رِجْرِجَةٌ من النّاس».