يجوزُ أن يكونَ
نَشْأَةٌ فَعْلَةً من نَشَأَ ، ثم يُخَفَّفُ على حَدِّ ما حكاهُ صاحبُ الكتابِ من
قَوْلِهم : الكَماةُ والمَرَاةُ. ويجوز أن يكون فَعْلةً ، فتكونُ نشأةٌ من أنشَأْتُ
كطاعةٍ من أَطَعْتُ ،
إلا أن الهَمزةَ على هذا بَدَلٌ ولم تُخَفَّفْ ، ويجوز أن يكون من نَشَا يَنْشُو بمعنى نَشَأَ
يَنْشَأُ وقد حكاه
قُطْرُبٌ ، فتكونُ فَعَلَةً من هذا اللَّفْظِ ، ومِنْ زائدة على مَذْهَبِ أبى
الحَسَنِ ، أَى : تَدَلَّى عليه بَشَامٌ وأَيْكَةٌ ، وقِياسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ
أن يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً يدلُّ عليه شاهِدٌ فى اللَّفْظِ ، التَّعليلُ لِابْنِ
جِنِّى.
مقلوبه : ش أ ن
* الشَّأْنُ : الخَطْبُ والأَمْرُ ، وجَمْعُه شُئُونٌ ، وشَآن
، عن ابنِ جنِّى عن
أبى علىّ الفارسىِّ ، فأما قول جَوْذَابَةَ بن عَبْدِ الرَّحمنِ بن عبدِ الله بن
الجَرَّاحِ لِابْنِه :
فإنما أراد فى الشُّئُونِ وإذ أسْلَمْتَنِى وشُئُونِى
، فَحَذَف ، ومِثْلُه
كثيرٌ ، وقد يجوز أن يُرِيدَ جَمْعَهُ على فُعْلٍ ، كجَوْنٍ وجُونٍ ، إلَّا أنه
خَفَّف أو أَبْدَلَ لِلْوَزنِ والقافيةِ ، وليس هذا عندهم بإِيطاءٍ لاخْتلافِ
وَجْهَى التعريفِ ، ألا تَرَى أن الأوَّلَ مُعرَّفٌ بالأَلفِ واللامِ والثانى
مُعَرَّفٌ بالإِضافةِ.
[١] البيت لابن
مناذر فى لسان العرب (نشأ) ؛ ولابن ميادة فى ملحق ديوانه ص ٢٤٨ ؛ وتاج العروس (نشأ).
[٢] البيت لصخر
الغىّ الهذلى فى لسان العرب (نشأ) ؛ وللهذلى فى تاج العروس (نشى) ؛ ولسان العرب (نشا).
[٣] الرجز لجوذابة
بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح فى لسان العرب (شأن) ؛ وتاج العروس (شأن).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 91