يكون على ذلك
أيضًا ، وقد يَجُوزُ أن يكون أراد « إذا عَجَمَت وَسْط الشُّئون شِفَارُها » الشُّئُون ، أو مُجْتَمعُ
الشُّئُونِ ، فاستعمله ظَرْفًا على وَجْهِه ، وحَذف المَفْعُول ؛ لأن حَذْفَ
المَفْعُول كَثِيرٌ ، قال الفَارِسِىُّ : ويُقَوِّى ذَلِك قَوْلُ المَرَّار
الأَسدىِّ :
وحكى عن ثعلب :
وَسَطُ الشَّىءِ ووَسْطُهُ
، بالفَتْح والإِسْكان
إذا كان مُصْمَتًا ، فأما إذا كان أجزاءً مخلَصَةً مُتَبَايِنَةً ، فهو وَسْطٌ بالإسْكَانِ لا غير.
وأَوْسَطُه كوَسَطٍ وهو اسم ، كأَفْكَلٍ وأزْمَلٍ ، وقوله :
فقد يكون جَمْع
أوسَط ، وقد يَجُوز أن يكون جَمَعَ واسِطًا على وَوَاسِطَ [فاجتمعت] واوان ، فهمز الأولى. ووَسَطَ الشىءَ وتَوَسَّطَه
: صارَ فى وَسَطِه ، قال غَيْلان بن حُرَيث :
* وواسِطُ الرَّحْلِ وواسِطَتُه
، الأخيرة عن
اللحيانىِّ : ما بين القادِمَة والآخِرة.
* وواسِطَة القِلادةِ : الدُّرَّة التى فى وَسَطها ، وهى أَنْفَسُ خَرَزِها.
فأما قولُ
الأعرابىِّ للحسن : عَلِّمْنِى دِينًا
وَسُوطًا ، لا ذاهِبًا
فُرُوطًا ، ولا ساقِطًا سُقُوطًا ، فإن الوَسُوطَ هنا
المُتَوَسط بين الغَالِى
والتّالِى ، ألا تَرَاه قال : لا ذاهِبًا فُرُوطًا ، أى : ليس بِغَالٍ ، ولا
ساقِطًا سُقُوطًا ، أى : لَيْسَ بتالٍ ، وهو أحسن الأديان ، ألا ترى إلى قَوْلِ
عَلِىٍّ رَضِى الله عنه : خَيْرُ النَّاسِ هذا النمط الأوسَطُ يلحق بهم التَّالى ويرجعُ إليهم الغَالِى. قال الحَسَنُ
للأعرابىِ : خير الأُمُورِ
أَوْساطُها.
أى : إن ما كان
من الأمُور مُتَوَسِّطًا بين طَرَفَيْه ، فهو أَشْرَف أشخاص نوعه.
[١] البيت لأبى ذؤيب
الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٨٣ ؛ وللهذلى فى لسان العرب (وسط).