*
السَّادِى : من السُّدَى ، أى : مُهْمَلٌ لا يُرَدُّ عن شُرْبٍ ، وإنما قَضَيْتُ
على هذا كله بالباءِ ، لأنها لام ، وقد قدمت أن اللام ياء أكثر منها واوًا.
مقلوبه : س ي د
* السِّيدُ : الذِّئْبُ ، وفى لغة هُذَيْلٍ : الأسَدُ ، حَملَه
سيبَوَيْهِ على أن عينَه ياءٌ ، فقال فى تحقيرِه : سُيَيْدٌ ، كدُيَيْك ، وذلك أن عينَ الفِعْلِ لا يُنْكَرُ أن
تكون ياءً ، وقد وُجِدَتْ فى سيدياء ، فهى على ظاهرِ أمرِها إلى أن يَرِدَ ما يَسْتَنْزِلُ
عن بادِئ حالِها.
فإذا قلت :
فإنّا لا نَعْرِفُ فى الكلام تركيبَ « سدى » ، فلمّا لم نَجِدْ ذلك حُمِلَتِ
الكَلِمَةُ على ما فى الكلام مثلُه ، وهو مما عَيْنُه من هذا اللفظ واوٌ ، وهو
السَّوادُ والسُّودُ ، ونحو ذلك. قيل : هذا يَدُلُّ على قُوّةِ الظاهرِ عندهم ،
وأنه إذا كان مما تَحْتَمِلُه القِسْمةُ ، وتَنْتَظِمُه القَضِيّةُ حُكِمَ به ،
وصار أصْلاً على بابِه.
فإن قُلْتَ : سِيدًا مما يُمْكِنُ أن يكونَ من بابِ رِيحٍ ودِيمَةٍ ، فهلا
تَوَقَّفْتَ عن الحُكْمِ بكَوْن عَيْنِه ياءً ، لأنه لا يُؤْمَنُ أن يكون واوًا ،
قيل : هو الذى يقوله إنما يدعى فيه أنه لا يؤمن أن يكون من الواوِ ، وأما الظاهرُ
فهو ما تراه ، ولسنا ندع حاضرًا له وجه من القياسِ لغائبٍ مجّوز ليس عليه دَلِيلٌ
، فإن قيل : كثرة عَيْنِ الفِعْلِ واوًا تقود إلى الحُكْمِ بذلك.
[١]البيت لساعدة بن
جؤية الهذلى فى لسان العرب (جنب) ، (سأد) ، (بضع) ، (سدا) ؛ وتاج العروس (جنب) ، (عيق)
، (سدى) ؛ وتهذيب اللغة (١ / ٤٨٧ ، ١٢ / ٣١٣) ؛ ولأبى خراش الهذلى فى تاج العروس (بضع)
؛ وبلا نسبة فى كتاب العين (١ / ٢٨٦) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٥٢.
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 567