أراد :
والجُودِ الواصِى ، أى المُتَّصِلِ ، يقول : الجُودُ وَصّاهُم بأن يُدِيمُوهُ ، أى الجُودُ الواصى وصّاهُم بذلك ، وقد يكونُ الواصِى
هنا اسمَ الفاعلِ من
أَوْصَى ، على حَذْفِ الزائد أو على النَّسبِ ، فيكونُ مرفوعَ الموضِعِ بأَوْصَى
لا مجرورَة على أنْ يكونَ نعتًا للجُودِ ، كما يكونُ فى القولِ الأوّلِ.
أى كأنَّ شاربها
مما به ذُو لَمَمٍ ، أو يكون التَّقديرُ كأنَّ شارِبَها من النوعِ الذى به لَمَم ،
وأوقع ما على من يَعْقِلُ ، كما حكاهُ أبو زيدٍ من قولِ العربِ : « سُبْحان ما (يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) ». وكما قالت كُفَّارُ قريشٍ للنَّبىِّ صلىاللهعليهوسلم حين تَلَا عليهم قولَه تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) [الأنبياء : ٩٨]. قالوا : فالمُسَبّحُ معبودٌ فهل هو فى جَهَنَّم ،
فأوقَعُوا ما على من يَعْقِلُ فأَنْزلَ الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ
سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)
[الأنبياء : ١٠١].
والقياسُ أن يكون أراد بقوله : (وَما تَعْبُدُونَ). الأَصْنامَ المَصْنوعةَ ، وقال أيضًا : فاسْتعارهُ
لِلَّبَنِ :