* والصِّفادُ : حَبْلٌ يُوثَقُ به أو غُلٌّ ، وهو الصَّفْدُ والصَّفَدُ ، والجمعُ أصْفادٌ ، لا نَعْلَمُه كُسِّرَ على غير ذلك ، قَصَرُوه على
بِناءِ أَدْنَى العَدَدِ ، وفى التنزيل : (وَآخَرِينَ
مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) [ص : ٣٨].
وفى المَثَلِ :
« لم يُحْرم مَنْ فُزْدَ له » ، أراد
فُصِدَ لَهُ ، ثم
سُكِّنَتِ الصَّادُ تَخْفِيفاً كما قالوا فى ضُرِبَ : ضُرْبَ ، وفى قُتِلَ قُتْلَ
، كقولِ أبى النَّجْمِ :
فلما سُكِّنتِ
الصَّادُ فَضَعُفَتْ ضَارَعُوا بها الدّالَ التى بعدها بأن قَلَبُوها إلى أَشْبَهِ
الحُرُوفِ بالدالِ من مَخْرجِ الصَّادِ ، وهو الزَّاىُ ، لأنها مَجْهُورةٌ ، كما
أن الدَّالَ مَجْهورةٌ ، فقالوا : فُزْدَ ، فإن تحرَّكتِ الصادُ هنا لم يَجُز
البَدَلُ فيها ، وذلك نحو صَدَرَ وصَدَفَ ، لا تقولُ : زَدَرَ ولا زَدَفَ ، وذلك
أن الحركةَ قوَّتِ الحَرْفَ وحَصَّنَتْهُ فأبْعدَتْه من الانْقلابِ ، بل قد
يَجُوزُ فيها إذا تحرَّكتْ إشْمامُها رائِحة الزّاى ، فأما أَنْ تَخْلُصَ زاياً
وهى متحرّكةٌ كما تَخْلُصُ وهى ساكنةٌ فلا ، وإنما تُقْلَبُ الصَّادُ زاياً وتُشَمُّ
رائحِتُها إذا وَقَعَتْ قبل الدالِ ، فإنْ وقَعَتْ قبل غيرِها لم يَجُزْ ذلك فيها
؛ قال يعقوبُ : والمَعْنَى لم يُحْرَمْ مَنْ أصَابَ بعضَ حاجَتِه ، وإنْ لم
يَنَلْها كُلَّها ، وتأويل هذا أن الرَّجُلَ كان يُضِيفُ الرَّجُلَ فى شِدَّة
الزَّمانِ ، فلا يَكونُ عنده ما يَقْرِيهِ ، ويَشِحُّ أن يَنْحَرَ راحِلَتَهُ
فيَفْصِدُها ، فإن خَرَجَ الدَّمُ سخَّنَهُ للضَّيْفِ إلى أن يَجْمُدَ فيُطْعِمَهُ
إيَّاه ،
[١] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب (صفد) ؛ وتاج العروس (صفعد).
[٢]الرجز لأبى
النجم فى لسان العرب (فصد) ، (عصر) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٤ / ٢٢٠).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 292