أراد مثل إِضاءٍ كما قال تعالى : (وَأَزْواجُهُ
أُمَّهاتُهُمْ) [الأحزاب : ٦] أراد مثل أُمَّهاتِهم.
وقد يَجُوزُ أن
يُريد فَهُنَ وِضَاءٌ أى حِسَانٌ نِقَاءٌ ، ثم أبْدلَ الهَمْزةَ من الواوِ
كما قالُوا : إِسادٌ فى وِسَادٍ وإشَاحٌ فى وِشاحٍ ، وإعاءٌ فى وِعَاء ، قال أَبُو
الحَسَن : هذا الذى حَكَيْتُه مِنْ حَمْلِ أَضَاةٍ على الواوِ بِدَلِيلِ أَضَوَاتٍ
حكايةُ جَمِيعِ أهلِ
اللُّغةِ ، وقد حَمَلَهُ سيبَوَيْه على الياءِ ، ولا وَجْهَ له عِنْدِى البَتَّةَ
لقَوْلِهم : أَضَواتٌ وعَدَمِ ما يُسْتَدَلُّ به على أنه من الياء ، والذى
أُوَجِّهُ كَلامَهُ عليه أن تكونَ أضَاةٌ فَلْعةً من قَوْلِهِم آضَ يَئِيضُ ، على القَلْبِ ، لأن
بعضَ الغَدِيرِ يَرْجِعُ إلى بعضٍ ولا سِيَّما إذا صَفَّقَتْه الرِّيحُ ، وهذا كما
سُمِّىَ رَجْعاً لتَراجُعِه عند اصْطِفاقِ الرِّياحِ ، وقولُ أبى النَّجْمِ :
والجَمعُ وَضَّاءُون. وحكَى ابنُ جِنِّى وَضَاضِىء ، جاءوا بالهَمْزةِ فى الجَمْعِ لما كانت غير
مُنْقَلِبة بل مَوْجُودةٌ فى وَضُؤْتُ. وحكى اللِّحيانىُّ إنَّه لَوَضِىءٌ فى فِعْلِ الحال وما هو
بِوَاضِئٍ فى
المُسْتَقْبلِ. وقولُ النابغة :
فَهُنَ إِضَاءٌ صَافِياتُ الغَلائِلِ
[١] البيت للنابغة
الذبيانى فى ديوانه ص ١٤٧ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٦ ، ١٢٤٥ ؛ ولسان العرب (وضأ) ، (كرر)
، (غلل) ، (أضأ) ؛ وتاج العروس (وضأ) ، (غلل) ، (أضا) ؛ وفيه : (وأُشْعِرْنَ) مكان
(وأُبْطنَّ).
[٢]الرجز لأبى
النجم فى لسان العرب (أضا) ؛ وتهذيب اللغة (١٢ / ٩٨) ؛ وكتاب العين (٧ / ٧٥) ؛
وتاج العروس (أضو).
[٣]البيت لأبى صدقة
الدبيرىّ فى لسان العرب (وضأ) ؛ وتاج العروس (وضأ) ؛ والمخصص (١٦ / ٣٤) ؛ وبلا
نسبة فى المخصص (٢ / ١٥٣ ، ١٥ / ٨٩) ؛ وأساس البلاغة (وضأ).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 8 صفحه : 256