responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده    جلد : 7  صفحه : 50

لو يسمعون كما سمعتُ كلامَها

خَرُّوا لعَبْلَة رُكّعا وسُجُودا [١]

معلوم أن الكلمة الواحدةَ لا تستجود لا تَحزُن ولا تتملَّك قلب السامع ، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأمتع سامعيه لعذوبة مستمعِهِ ورِقَّة حواشِيه.

وقد قال سيبويه : هذا باب أقلّ ما يكون عليه الكلم ، فذكر هنالك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك ممَّا هو على حرف واحد ، وسَمَّى كل واحدة من ذلكَ كلمة. وقد يستعمل الكلامُ فى غير الإنسان ، قال :

فصبَّحتْ والطيرُ لم تكَلَّم

جابِيةً حُفَّت بسيل مُفْعَم [٢]

وكأنّ الكلام فى هذا الاتّساع إنما هو محمول على القول ؛ ألا ترى إلى قِلّةِ الكلام هنا وكثرة القول. والكَلِمة : اللفظة ، حِجازيَّة. وجمعها : كَلِم يذكّر ويؤنَّث ، يقال : هو الكَلِم وهى الكلِم.

وقول سيبويه : هذا باب الوقف فى أواخر الكلِم المتحرّكة فى الوصل يجوز أن يكون (المتحركة) من نعت (الكلم) فتكونَ (الكَلِم) حينئذ مؤنَّثة ، ويجوز أن يكون من نعت (الأواخر) فإذا كان ذلك فليس فى كلام سيبويه هنا دليل على تأنيث الكلم ، بل يحتملُ الأمرين جميعا ؛ فأمَّا قول مُزَاحِم العُقيلىّ :

لظلّ رهينا خاشعَ الطَّرْف حَطَّه

تخلُّب جَدْوَى والكلام الطرائف [٣]

فوصفه بالجمع ، فإنما ذلك وصف على المعنى ؛ كما حَكَى أبو الحسن عنهم من قولهم : ذهب به الدينار الحُمْر والدرهم البِيض ، وكما قال :

*تراها الضبع أعظمهنّ رأسا* [٤]


[١] البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٤٤١ ؛ ولسان العرب (كلم).

[٢] الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (طمم) ، (فعم) ، (كلم) ؛ وتاج العروس (فعم).

[٣] البيت لمزاحم العقيلىّ فى ديوانه ص ٢٩ ؛ ولسان العرب (كلم).

[٤]صدر البيت لساعدة بن جؤبّة الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٢٢ ؛ ولسان العرب (حرح) ، (جعر) ، (جرهم) ، (حرهم) ، (كلم) ، (منن) ؛ وتاج العروس (جرهم) ؛ وللأعلم الهذلى فى تاج العروس (جعر) ؛ وللهذلى فى تاج العروس (حرح) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (١ / ٣٦٢) ؛ والمخصص (٨ / ٧١ ، ١٦ / ١٧٧). وعجز البيت : *جراهمة لها حرة وثيل*.

نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده    جلد : 7  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست