نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 7 صفحه : 343
فلم يمكنه ذلك
حتى حرّك الدال لمّا كانت ساكنة لا يقع بعدها المشدَّد ، ثم أطلق كإطلاقه (عَيْهَلِّ)
ونحوها. ويُرْوَى أيضا : «جَدْبَبَا». وذلك أنه أَراد تثقيل الباء ، والدالُ قبلها ساكنة
فلم يمكن ذلك ، وكَرِه أيضا تحريك الدال لأن فى ذلك انتقاض الصيغة ، فأقرّها على
سكونها ، وزاد بعد الباء باء أخرى مضعَّفة لإقامة الوزن ، فإن قلت : فهل تجد فى
قوله «جَدْبَيّا» حُجَّة للنحويّين على أبى عثمان فى امتناعه مما أجازوه
من بنائهم مثل «فرزدق» من ضرب ونحوه : ضرَبَّب ، واحتجاجه فى ذلك : لأنه لم يجد فى
الكلام ثلاث لامات مترادفة على الاتّفاق ـ وقد قالوا : جَدْبَبّا كما ترى فجمع الراجز بين ثلاث لامات متّفقة ـ فالجواب
أنه لا حجَّة على أبى عثمان للنحويين فى هذا من قِبَل أن هذا شىء عَرَض فى الوقف
والوصل ثَمَّ مُزِيلُه : وما كانت هذه حاله لم يُحفَل به ولم يُتَّخذ أَصلا يقاس
عليه غيرُه ، ألا ترى إلى إجماعهم على أنه ليس فى الكلام اسم آخره واو قبلها حركة
، ثم (لا يَفْسُد ذلك بقول) بعضهم فى الوقف : هذه أفَعَوْ ، وهو الكَلَوْ من حيث
كان هذا بدلا جاء به الوقف وليس ثابتا فى الوصل الذى عليه المعتمَد والعمَل ،
وإنما هذه الباء المشدَّدة فى (جَدْبَبّا) زائدة للوقف وغَيْرِ ضرورة الشعر ، ومثلها قول جَنْدل
:
فكما زاد هذه
النونات ضرورة كذلك زاد الباء فى «جَدْبَبّا» ضرورة ، ولا اعتداد فى الموضعين جميعا بهذا الحرف
المضاعَف ، قال : وعلى هذا أَيضا عندى ما أنشده ابن الأعرابى من قول الراجز :
[١]الرجز للعجاج فى
ديوانه (١ / ٢٨٦ ـ ٢٨٨) ، (ما عدا الشطر الثانى والثالث) ؛ ولجندل فى لسان العرب (جدب)
، ولدهلب بن قريع أو لقارب بن سالم فى لسان العرب (قطن) ، ولدهلب بن قريع فى تاج
العروس (قطن) ؛ لذهل بن قريع أو لقارب بن سالم المرى فى لسان العرب (طول) ؛ وبلا
نسبة فى كتاب العين (٤ / ٢٨٤ ، ٥ / ١٠٣) ؛ ولسان العرب (توا) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٢٥
، ١١٦٤ ؛ والمخصص (٤ / ٦٩) ؛ وتاج العروس (طول).
[٢]الرجز لمسافر
العبسى فى لسان العرب (عرفط) ؛ وتهذيب اللغة (٣ / ٣٤٦) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (جدب).=
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 7 صفحه : 343