بكسر الميم فى
« خَمِسون ». احتاج إلى حركة الميم لإقامة الوزن ، ولم يفتحها لئلا
يوهم أن الفتح أصلها ؛ لأن الفتح لا يُسكَّن ، ولا يجوز أن يكون حَركها عن سكون ؛
لأنّ مثل هذا الساكن لا يُحرّك بالفتح إلا فى ضرورة لا بُدَّ منه فيها ، ولكنه
قدّر أنها فى الأصل « خمسون
» كعشرة ، ثم أسكن ؛
فلما احتاج ردَّه إلى الأصل ، وآنَس به ما قدمناه من عَشرة.
* وحكى ابنُ
الأعرابىّ عن أبى مَرْجَح : شَربتُ حَمَسَةَ هذا الكوز ؛ أى : خَمْسة بمثله.
* والخِمْس : أن تَرِد الإبلُ الماءَ اليوم الخامس ؛ والجمع : أخماس.
سيبويه لم
يجاوز به هذا البناء.
* وقالوا :
ضَرب أخماساً لأسداس : إذا أظهر أمراً يُكْنَى عنه بغيره.
قال ابن
الأعرابى : أصل هذا أن شيخاً كان فى إبل له ومعه أولاده رجالا [يرعونها] ، قد طالت
غُربتهم عن أهلهم ، فقال لهم ذات يوم : ارعَوْا إبلَكم رِبْعا ، فرعَوَها رِبْعاً
نحوَ طريق أهلهم ؛ فقالوا له : لو رعيناها
خِمْسا؟ فقال :
ارعَوْها خِمْساً. فزادوا يوماً قِبَل أهالِيهم ، فقالوا : لو رعيناها
سِدْساً؟ ففطن الشيخ لما يريدون ، فقال : ما أنتم إلا ضَرْبُ أخماسٍ لأسداس! وضربُ أخماس
لأسداس! ما همّتكم
رَعْيُها إنما همتكم أهْلُكم.
ثم ضُرب مثلا
للذى يُراوغ صاحبه ويُريه أنه يُطيعه ؛ وأنشد [ابن الأعرابىّ لرجل من طيئ] :