فعلى أنه وَقف
على والأضخمِ بالتشديد ، كلغة من قال : رأيت الحَجَرّ ، ثم احتاج
فأجراه فى الوصل مجراه فى الوقف ، وإنّما اعتد به سيبويه ضرورة ، لأن « افعَلّا »
مشددا عَدَمٌ فى الصفات والأسماء.
وأما قوله :
ويروى « الاضخمّا » ؛ فليس مُوَجَّها على الضرورة ، ولأن « افعَلّا »
موجود فى الصفات ، وقد أثبته هو فقال : إرزَبٌّ صفة ، مع أنه لو وجّهه على الضرورة
لتناقض ، لأنه قد أثبت أن « افْعَلاً » مخفّفاً عَدَمٌ فى الصفات.
ولا يتوجه هذا
على الضرورة ، إلا أن تُثبت « افْعَلاً » مخففا فى الصفات ، وذلك ما قد نفاه هو.
وكذلك قوله :
ويروى « الضِّخَمّا » لا يتوجه على الضرورة ، لأن « فِعَلّا » موجود فى
الصفة وقد أثبته هو فقال : والصفة خِدَبٌّ ، مع أنه لو وجهه على الضرورة لتناقض ،
لأن هذا إنما يتجه على أن فى الصفات فَعلاً ، وقد نفاه أيضا إلّا فى المعتل ، وهو
قولهم : مكانٌ سِوًى.
فثبت من ذلك أن
الشاعر لو قال : الاضْخمّا. والضِّخَمّا ، كان أحسن ، لأنهما لا يتجهان على الضرورة ؛ لكن
سيبويه أشعرك أنه قد سمعه على هذه الوجوه الثلاثة.
* والأضخمّ ، بالفتح ، عندى فى هذا البيت على « أفْعَلَ » المُقتضية
للمفاضلة ، وأن اللام فيها عَقِيبُ من ، وذلك أذهب فى المدح ، ولذلك احتمل الضرورة
، لأن أخويه لا مُفاضلة فيهما.