وقال ابنُ
جنِّى : إنما هذا على الضَّرورةِ لأن الشَّاعر إذا اضْطُرَّ جازَ له أن يَنْطقَ
بما يُبِيحُه القياسُ وإن لم يَرِدْ به سَمَاعٌ ، وأنشد قول أبى الأسود :
وعليه قراءَةُ
بعضهم ما وَدَعَك رَبُّك ومَا قلى لأن التَّرْكَ ضَرْبٌ مِنَ القِلَى ،
قال : فهذا أحْسَنُ من أن تُعِلَّ باب استحْوَذ ، واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ. لأن
استعمالَ وَدَعَ مُرَاجَعَةُ أصْلٍ ، واعتِلالَ استحوذَ واستَنْوَق
ونحوِهما من المُصَحَّحِ تَرْكُ أصْلٍ ، وبين مُرَاجَعةِ الأُصولِ وتَرْكِها ما لا
خفاءَ به. وقالوا : لم يُدَعْ
ولم يُذَرْ شاذّ ،
والأعْرَف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ. وهو القياس.
* والوَدَاعُ : التَّرْكُ وقد
ودَّعَه وَوَادَعَهُ.
* وَوَدَّعَه وَوَادَعَهُ : دَعا له. من ذلك ، قال :
* والوَدِيعُ : العَهْد. وفى حَدِيث طَهْفَة قال
صلىاللهعليهوسلم
: « لكُمْ يا بَنِى
نَهْدٍ وَدائعُ الشركِ » [٥] وتوادَع القومُ : أعطى بعضُهم بعضًا عَهْدًا. وكُلُّه من
المصالَحَة. حكاه الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبين.
* واسْتَوْدَعَهْ مالاً وأوْدَعَه
إيَّاه : دَفَعَهُ
إليه ليكون عنده.
وأوْدَعَهُ : قَبِلَهُ منه.
* والوَدِيعةُ : ما
اسْتُودعَ وقوله تعالى : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) [الأنعام : ٩٨] المُسْتَوْدَعُ
: ما فى الأرْحامِ. واستعارَه
علىّ رضى الله عنه للحِكْمة والحجَّة فقال : « بهم يَحْفَظُ اللهُ حُجَجَهُمْ
[١] البيت بلا نسبة
فى لسان العرب ( ودع ) ؛ وتاج العروس ( ودع ).
[٢]البيت بلا نسبة
فى لسان العرب ( ودع ) ؛ وتاج العروس ( ودع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ١٣٦ ).
[٣] البيت لأبى
الأسود الدؤلى فى ملحق ديوانه ص ٣٥٠ ؛ ولأبى الأسود أو لأنس فى لسان العرب ( ودع ).
[٤] البيت للمرار بن
سعيد الفقعسىّ فى ديوانه ص ٤٦٢ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ودع ) ، ( بين ) ؛
وتاج العروس ( ودع ) ، ( بين ).