قال ابن جِنِّى
: هو فِعْلٌ منقول ، وَزْنُهُ نُفاعِلُ كنضاربُ ونحوِه إلَّا أنَّه سُمِّىَ به
مُجَرَّدًا من ضميرِهِ. فلذلك أُعْرِبَ ولم يُحْكَ. لو كان فيه ضميرُه لم يَقَعْ
فى هذا المَوْضعِ لأنه كان تَلْزَمُ حِكايَتُه إن كان جُمْلَةً كذَرَّى حَبّا
وتأبَّط شرّا فكان ذلك يكسر وزن البيت لأنه كان يَلْزَمهُ منه حَذْفُ ساكِن
الوَتِدِ فَيصيرُ متفاعِلُن إلى مُتفاعِلُ وهذا لا يجيزه أحَدٌ. فإنْ قلتَ :
فَهَلَّا نَوَّنْتَه كما يُنَوَّنُ فى الشِّعْرِ الفِعْلُ نحو قوله :
فكان ذلك يَفِى
بوزْنِ البيتِ لمجىءِ نون متفاعِلن ؛ قِيلَ : هذا التَنْوِينُ إنما يَلْحقُ
الفِعْلَ فى الشِّعْرِ إذا كان الفِعْلُ قافيةً فأمَّا إذا لم يَكُنْ قافيةً. فإن
أحَدًا لا يُجِيزُ تَنْوِينَهُ ، ولو كانَ نُبايِعُ
مهموزًا لكانت نونُه
وهَمْزَتُه أصْلَينِ ، فكان كَعُذَافِرٍ ، وذلك أنَّ النون وقعَتْ موْقعَ أصْلٍ
يُحْكَمُ عليها بالأصْلِيَّةِ ، والهَمْزَةُ حشْوٌ فيجب أنْ تكُونَ أصْلاً. فإن
قلتَ : فَلَعَلَّها كهمزة حُطائِطٍ وجُرَائِضٍ. قيل : ذلك شاذّ فلا يَحْسُنُ
الحَمْلُ عليه. وَصَرْفُ نُبائِعٍ
، وهو منقولٌ مع ما
فيه من التَّعْرِيفِ والمِثالِ ، ضرُورة.
العين
والميم والياء
* العَمَى : ذَهابُ البَصَرِ كُلِّه. عَمِىَ عَمًى واعْمَاىَ وتَعَمَّى فى معنى عَمِىَ
، أنشد الأخفشُ :