* والتَّنَعُّم
: التَّرَفُّه والاسم النَّعْمَةُ. ونَعِمَ
الرَّجل يَنْعَمُ ويَنْعِم. وقال ابن جِنى : نَعِمَ
فى الأصل ماضى يَنْعَمُ ، ويَنْعُمُ
فى الأصل مُضَارعُ نَعُمَ. ثم تداخلت اللُّغَتان. فاستضَافَ مَنْ يقولُ نَعِمَ لغةَ مَنْ يقولُ يَنْعُم
فحدثَتْ هناكَ لُغَةٌ
ثالِثَةٌ. فإن قلتَ : فَكانَ يَجِبَ على هذا أن يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ نَعُمَ مُضَارِعَ من يَقُول نَعِمَ
فيترَكَّبُ منْ هذا
لُغَةٌ ثالثةٌ وهى نَعُمَ
يَنْعَمُ.
قيل : مَنَعَ
مِنْ هذا أنَّ فَعُل لا يختَلِف مضارِعُه أبدًا وليس كذلك نَعِمَ ، قد يَأتى فيه يَنْعِمُ
وَيَنْعَمُ ، فاحتمل
خِلافَ مُضارِعِه ، وفَعُل لا يحتمل مُضَارِعُهُ الخلاف. فإن قلتَ : فما بالُهم
كسروا عَينَ يَنْعِمُ وليس فى ماضيه إلا
نَعِمَ ونَعُم. وكلُّ واحِدٍ من فَعِلَ وفَعُل ليس لَهُ حظّ من باب يَفْعَلُ ، قيل : هذا
طريقه غير طريق ما قبله ، فإمَّا أن يكون ينعِمُ
بكسر العين جاء على
ماضٍ وزْنُهُ فَعَلَ غير أنهم لم ينطِقُوا به استغناء عنه بِنَعِمَ ونَعُمَ كما استغنوا بِتَرَكَ عَنْ وَذَرَ وَوَدَعَ ، وكما
استَغْنَوْا بِملامحَ عن تكسير لمحَةٍ أو يكونَ فَعِل فى هذا دَاخِلاً على فَعُل.
إنما هو على
النَّسَبِ لأنَّا لم نَسْمَعْهم قالوا
نَعِمَ العَيْشُ ،
ونظيره ما حكَاه سيبَويْهِ من قولهم هو أحْنَك الشَّاتَينِ وأحْنَكُ البعيرين فى
أنه اسْتُعْمل منه فِعْلُ التَّعَجُّب وإن لم يَكُ منه فِعْل ، فَتَفهَّمْ.
[١]البيت لضمرة بن
ضمرة فى لسان العرب ( زنم ) ؛ ونوادر أبى زيد ص ٥٣ ؛ وللأعشى فى لسان العرب ( يدى
) ؛ وللنابغة الذبيانى فى لسان العرب ( نعم ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سود ) ،
( حبق ) ؛ وكتاب العين ( ٨ / ١٠٢ ).
[٢] البيت لابن مقبل
فى ديوانه ص ٢٧٣ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أمت ) ، ( نعم ) ؛ وتاج العروس ( نعم
).
نام کتاب : المحكم والمحيط الأعظم نویسنده : ابن سيده جلد : 2 صفحه : 194