responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أَبُو البَقاء    جلد : 1  صفحه : 396
فِي المغيا وفَاقا أَيْضا
[و (حَتَّى) فِيمَا لَا يصلح للغاية وَالْمجَاز يحمل على معنى يُنَاسب الْحَقِيقَة بِوَجْه من الْوُجُوه لَكِن بِشَرْط الْقَرَائِن الدَّالَّة على إِرَادَة الْمُتَكَلّم للمجاز]
واستعارة (حَتَّى) للْعَطْف الْمَحْض أَي للتشريك من غير اعْتِبَار غَايَته وسببيته لم تُوجد فِي كَلَامهم، بل هِيَ من مخترعات الْفُقَهَاء
و (حَتَّى) الدَّاخِلَة على الْفِعْل الْمُضَارع بِتَقْدِير (أَن) جَارة لَا عاطفة وَلَا ابتدائية
وَإِذا دخلت على الْفِعْل الْمُضَارع فتنصب وترفع، وَفِي كل وَاحِد وَجْهَان
فأحد وَجْهي النصب (إِلَى أَن) وَالثَّانِي (كي) ، والفاصل أَنه ينظر إِلَى الْفِعْل الَّذِي بعد (حَتَّى) فَإِن كَانَ مسببا عَن الْفِعْل الَّذِي قبلهَا فَهِيَ بِمَعْنى (كي) ، نَحْو (جَلَست ببابك حَتَّى تكرمني) فالإكرام مسبب عَن الْجُلُوس وَإِن كَانَ غَايَة للْفِعْل الَّذِي قبلهَا فَهِيَ بِمَعْنى (إِلَى أَن) نَحْو: (جَلَست حَتَّى تطلع الشَّمْس)
وَأحد وَجْهي الرّفْع أَن يكون الْفِعْل قبلهَا مَاضِيا نَحْو (مشيت حَتَّى دخلت) وَالثَّانِي أَن يكون مَا بعْدهَا حَالا نَحْو (مرض حَتَّى لَا يرجونه) وأفيد مِنْهُ أَن (حَتَّى) لَا تنصب إِلَّا فعلا مُسْتَقْبلا، وَلَا تنصبه إِذا كَانَ حَالا، وَالَّتِي يرفع بعْدهَا الْفِعْل لَيست الجارة وَلَا العاطفة وَإِنَّمَا هِيَ الدَّاخِلَة على الْجمل وَالَّتِي تنصب الْأَفْعَال بِمَعْنى (إِلَى أَن) هِيَ الجارة وَهِي للغاية وَالْفِعْل بعْدهَا مَاض معنى مُسْتَقْبل لفظا
وَالَّتِي تنصب بِمَعْنى (كي) هِيَ العاطفة وَالْفِعْل بعْدهَا مُسْتَقْبل لفظا وَمعنى نَحْو (أسلمت حَتَّى أَدخل الْجنَّة) وَالْإِسْلَام قد وجد وَالدُّخُول لم يُوجد
وَالْغَالِب ل (حَتَّى) أَن تكون لانْتِهَاء الْغَايَة، وَمن غير الْغَالِب أَن تكون للابتداء نَحْو: حَتَّى مَاء دجلة أشكل
و (حَتَّى) الابتدائية وَإِن لم تكن عاملة إِلَّا أَنَّهَا تفِيد معنى الْغَايَة فَيكون مَضْمُون الْجُمْلَة الَّتِي بعْدهَا غَايَة للْحكم الْمَذْكُور قبلهَا
وَتَكون (حَتَّى) للتَّعْلِيل نَحْو: (أسلم حَتَّى تدخل الْجنَّة) أَي: لتدخلها
ونندر مجيئها للاستثناء كَقَوْلِه:
(لَيْسَ الْعَطاء من الفضول سماحة ... حَتَّى تجود وَمَا لديك قَلِيل)
أَي: إِلَّا أَن تجود، وَهُوَ اسْتثِْنَاء مُنْقَطع
وَفرقُوا بَين (حَتَّى) و (إِلَّا) فِيمَا لَو قَالَ البَائِع: (وَالله لَا أبيعه بِعشْرَة حَتَّى تزيد) وَزَاد شَيْئا أَو نقص ثمَّ بَاعه، أَو لَا يَبِيعهُ بِعشْرَة إِلَّا بِالزِّيَادَةِ أَو بِأَكْثَرَ، فَإِنَّهُ لم يَحْنَث فِي صُورَة (حَتَّى) لوُجُود غَايَة بره فِي الصُّورَة الأولى، وَهُوَ الزِّيَادَة الْمُطلقَة، وفقد شَرط الْحِنْث، وَهُوَ البيع بِعشْرَة فِي الصُّورَة الثَّانِيَة، وَفِي صُورَة (إِلَّا) الاستثنائية يَحْنَث بِالْبيعِ بِعشْرَة وبأقل مِنْهَا، وَلَا يَحْنَث بِالْبيعِ بِزِيَادَة لِأَنَّهُ شَرط الْبر فَقَط، وَإِنَّمَا حنث فِي البيع بِعشْرَة وبأقل مِنْهَا فِي هَذِه الصُّورَة، لِأَن الشَّائِع فِي الِاسْتِعْمَال اسْتثِْنَاء الْقَلِيل من الْكثير، وَفِي هَذِه الصُّورَة يلْزم اسْتثِْنَاء الْأَنْوَاع من نوع وَاحِد، فَإِن الزِّيَادَة على الْعشْرَة تتَنَاوَل أنواعا من البيع، وَالْبيع بِعشْرَة نوع وَاحِد، فيحول

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أَبُو البَقاء    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست