responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 210

الثانية الإخلاص، فإن أقيمت مكتوبة أو خاف فوتها بدأ بها، و حصلت التحية بها، فإذا فرغ حمد الله، و أثنى عليه على ما منحه من هذه النعمة العظيمة، و المنة الجسيمة.

قال الكرماني و صاحب الاختيار من الحنفية: إنه يسجد بعد الركعتين شكرا لله تعالى، و يبتهل إليه في أن يتمم له ما قصد من الزيارة مع القبول، و أن يهب له من مهمات الدارين نهاية السّول.

و نقل الزين المراغي عن بعض مشايخه أن محل تقديم التحية على الزيارة إذا لم يكن مروره قبالة الوجه الشريف، فإن كان ذلك استحبت الزيارة أولا، مع أن بعض المالكية رخّص في تقديم الزيارة على الصلاة، و قال: كل ذلك واسع.

و الحجة في استحباب تقديم التحية ما نقله البرهان ابن فرحون عن ابن حبيب أنه قال في كتاب الصلاة: حدثني مطرف عن مالك عن يحيى بن سعيد عن جابر بن عبد الله (رضي الله تعالى عنهما) قال: قدمت من سفر، فجئت رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم أسلم عليه و هو بفناء المسجد، فقال: أدخلت المسجد فصليت فيه؟ قلت: لا، قال: فاذهب فادخل المسجد وصل فيه ثم ائت فسلم علي.

و قال اللخمي في التبصرة في باب من جاء مكة ليلا: و يبتدئ في مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بتحية المسجد قبل أن يأتي القبر و يسلم، هذا قول مالك. و قال ابن حبيب: يقول إذا دخل: بسم الله، و السلام على رسول الله، يريد أن يبتدئ بالسلام من موضعه، ثم يركع، و لو كان دخوله من الباب الذي بناحية القبر و مروره عليه فوقف فسلم ثم عاد إلى موضع يصلي فيه لم يكن ضيقا، انتهى.

قلت: و ليس في كلام ابن حبيب مخالفة لما ذكره مالك؛ إذ مراده أن الداخل من باب المسجد يستحب له الصلاة عليه؛ لما روى ابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة (رضي الله تعالى عنه) مرفوعا «إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله تعالى عليه و سلم، و ليصل، و ليقل: اللهم أجرني من الشيطان الرجيم» و لأن ابن حبيب ذكر بعد ذلك صلاة التحية، ثم الوقوف بالقبر، و السلام، و الله تعالى أعلم.

و منها: أن يتوجه بعد ذلك إلى القبر الكريم، مستعينا بالله تعالى في رعاية الأدب في هذا الموقف العظيم، فيقف بخشوع و خضوع تامين تجاه مسمار الفضة الذي بجدار الحجرة المتقدم بيانه في محله لجعله في موضع محاذاة الوجه الشريف، و ربما منع باب المقصورة التي حول الحجرة الشريفة الواقف للزيارة خارجها من مشاهدة ذلك المسمار إلا بتأمل يشغل القلب و يذهب الخشوع فليقصد المصرعة الثانية من باب المقصورة القبلي‌

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست