responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 197

أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ‌ [الحجرات: 3] الآية، و ذم قوما فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) الآية، و إن حرمته ميتا كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة و أدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله تعالى و سلم؟ فقال: لم تصرف وجهك عنه و هو وسيلتك و وسيلة أبيك آدم (عليه السلام) إلى الله يوم القيامة؟ بل استقبله و استشفع به، فيشفعك الله تعالى قال الله تعالى: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ‌ [النساء: 64] الآية.

فانظر هذا الكلام من مالك، و ما اشتمل عليه من أمر الزيارة و التوسل بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و استقباله عند الدعاء، و حسن الأدب التام معه.

و قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين السامري الحنبلي في المستوعب:

باب زيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه و سلم، و ذكر آداب الزيارة، و قال: ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته، و يجعل القبر تلقاء وجهه، و القبلة خلف ظهره، و المنبر عن يساره، و ذكر كيفية السلام و الدعاء. منه: اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك (عليه السلام)وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ‌ الآية، و إني قد أتيت نبيك مستغفرا، فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك (صلّى اللّه عليه و سلم)، و ذكر دعاء طويلا.

و قال أبو منصور الكرماني من الحنفية: إن كان أحد أوصاك بتبليغ التسليم تقول:

السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان، يستشفع بك إلى ربك بالرحمة و المغفرة فاشفع له.

و قال عياض: قال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و دعا يقف و وجهه إلى القبر لا إلى القبلة، و يدنو، و يسلم و لا يمس القبر بيده، و في رواية نقلها عياض عن المبسوط أنه قال: لا أرى أن يقف عند القبر يدعو، لكن يسلم و يمضي.

قلت: و هي مخالفة أيضا لما تقدم في مناظرة المنصور لمالك، و كذا لما نقله ابن الموار في الحج فيما جاء في الوداع، فإنه قال: قيل لمالك: فالذي يلتزم أ ترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع؟ قال: لا، و لكن يقف و يدعو، قيل له: و كذلك عند قبر النبي صلى الله تعالى عليه و سلم؟ قال: نعم، انتهى. و حمل بعضهم رواية المبسوط على من لم يؤمن منه سوء الأدب في دعائه عند القبر.

نقل ابن يونس المالكي عن ابن حبيب في باب فرائض الحج و دخول المدينة أنه قال:

ثم اقصد إذا قضيت ركعتيك إلى القبر من وجاه القبلة، فادن منه و سلم على رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)، و أثن عليه و عليك السكينة و الوقار، فإنه (صلّى اللّه عليه و سلم) يسمع و يعلم وقوفك بين يديه، و تسلم على أبي بكر و عمر و تدعو لهما.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 4  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست