نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 4 صفحه : 162
و قد ثوى إليها ناس من العرب، و ذكر استقبال يهود لهم بالرمي و هم يصيحون في آطامهم و قتالهم حتى أمسوا، قال: و غدا عليهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم. و فتحها عنوة، و غنمه الله أموالهم، أصابوا أثاثا و متاعا كثيرا، فأقام رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بوادي القرى أربعة أيام، و قسم ما أصاب، و ترك الأرض و النخل بأيدي يهود، و عاملهم عليها، فلما بلغ يهود تيماء ما وطئ به رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) خيبر و فدك و وادي القرى صالحوه على الجزية، و أقاموا بأيديهم أموالهم فلما كان عمر أخرج يهود خيبر و فدك، و لم يخرج أهل تيماء و وادي القرى؛ لأنهما داخلتان في أرض الشام و يروى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، و أن ما وراء ذلك من الشام فانصرف رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد أن ترفع من خيبر و من وادي القرى، و قال أحمد بن جابر: قيل: إن عمر أجلى يهود وادي القرى، و قيل: لم يجلهم.
و سبق في ذي المروة أن بعضهم عده من وادي القرى، و أنه إن ثبت فهو غير وادي القرى المذكور، و سبق في بلاكث و برمة ما يؤيده، و عليه أهل المدينة اليوم؛ لأنهم يسمون ناحية ذي المروة و ناحية ذي خشب وادي القرى، و لعلها قرى عرينة.
واردات:
هضبات صغار بحمى ضرية، فيها يقول الأخطل:
إذا ما قلت قد صالحت بكرا * * * أبي الأضغان و النسب البعيد
و مهراق الدماء بواردات * * * تبيد لمجريات و لا تبيد
واسط:
أطم لبني خدرة، و أطم آخر لبني خزيمة رهط سعد بن عبادة، و آخر لبني مازن بن النجار، و موضع بين ينبع و بدر، و جبل تنتطح سيول العقيق عنده ثم يفضي إلى الجثجاثة، و فيه يقول كثير:
أقاموا، فأما آل عزة غدوة * * * فبانوا، و أما واسط فمقيم
واقم:
كصاحب، أطم بني عبد الأشهل، نسبت إليه حرّتهم، و له يقول شاعرهم: