نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 3 صفحه : 152
قال محمد بن طلحة راويه: قال عبد الحميد: و كان ذا مال كثير، فهي عامة صدقات النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، قال: و قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): مخيريق خير اليهود، قال: و هي الدلال، و ذكر الحوائط المتقدمة، إلا أنه قال: و العواف بدل الأعواف.
و روى أيضا عن بكر بن أبي ليلى عن مشيخة الأنصار قالوا: كانت أموال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) من أموال بني النضير حشاشين و مزارع و إبلا، فغرسها الأمراء بعد، و عملوها، و هي سبعة أموال، و ذكر الحوائط المتقدمة.
و عن عثمان بن كعب قال: اختلف الناس في صدقات النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال بعضهم:
كانت من أموال بني قريظة و النضير، قال عثمان بن كعب: و ليس فيها من أموال بني النضير شيء، إنما صارت أموال بني النضير للمهاجرين نفلا، قال: و كانت برقة و الميثب للزبير بن بطا.
و قال بعضهم: كانت الدلال من أموال بني ثعلبة من يهود، و كانت مشربة أم إبراهيم من أموال بني قريظة، و كانت الأعواف لخنافة جد ريحانة، قال: و يقال: كانت الأعواف من أموال بني النضير.
و روى أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه أن سلمان الفارسي كان لناس من بني النضير، فكاتبوه على أن يغرس لهم كذا و كذا وديّة حتى تبلغ عشر سعفات، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم): ضع عند كل فقير ودية، ثم غدا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فوضعه بيده، و دعا له، فما عطبت منها ودية، ثم أفاءوها الله على نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) فهي الميثب صدقة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالمدينة.
قلت: يتحصّل من مجموع ما تقدم أن نخل سلمان الذي غرسه (صلّى اللّه عليه و سلم) هو الدلال، و قيل: برقة و الميثب، و قيل: الميثب.
و روى أحمد و الطبراني برجال الصحيح إلا ابن إسحاق و قد صرح بالسماع عن سلمان الفارسي حديثه الطويل، و فيه ما يقتضي أنه بالفقير، و أنه أثمر من عامه، و أنه ذكر فيه عن سلمان أن يهوديا من بني قريظة ابتاعه من ابن عم له بوادي القرى، قال: فاحتملني إلى المدينة، ثم ذكر خبر إسلامه، و قال: ثم قال لي رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): كاتب، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير و أربعين أوقية، فقال رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): أعينوا أخاكم، فأعانوني بالنخل، و يعين الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية، فقال لي رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم): اذهب يا سلمان ففقّر لها، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدي، قال:
ففقّرت و أعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته، فخرج رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) معي إليها، فجعلنا نقرب إليه الوديّ و يضعه رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بيده حتى فرغنا، فو الذي نفس سلمان بيدي ما ماتت منها ودية واحدة، قال: فأدّيت النخل و بقي على المال، و ذكر خبره فيه.
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم جلد : 3 صفحه : 152