responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 116

و الثانية: لما أجرى معاوية (رضي الله تعالى عنه) العين، و كان في ذلك أيضا ظهور المعجزة بحياة الشهداء، فقد أسند ابن الجوزي في مشكله عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية (رضي الله تعالى عنه) العين، فأخرجناهم بعد أربعين سنة تتثنّى أطرافهم لينة أجسادهم، و في بعض طرقه: كأنهم نوّم، حتى أصابت المسحاة قدم حمزة بن عبد المطلب فانبعث دم.

و الثالث: لحفر السيل عنه و عن صاحبه.

و قد روى الواقدي أن قبرهما كان مما يلي السيل، فحفر عنهما و عليهما نمرتان، و عبد الله قد أصابه جرح في يده فيده على جرحه فأميطت يده عن جرحه فانبعث الدم، فردت إلى مكانها فسكن الدم، قال جابر: فرأيت أبي في حفرته فكأنه نائم، و بين ذلك ست و أربعون سنة.

قال: و يقال: إن معاوية لما أراد أن يجري الكظامة نادى مناديه بالمدينة: من كان له قتيل بأحد فليشهد، فخرج الناس إلى قتلاهم، فوجدوهم رطابا يثنون، فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانبعث دم، فقال أبو سعيد الخدري: لا ينكر بعد هذا منكر، و وجد عبد الله بن عمرو و عمرو بن الجموح في قبر واحد فنقلا، و ذلك أن القناة كانت تمر على قبرهما، و لقد كانوا يجهزون التراب فحفروا ثره من تراب فاح عليهم ريح المسك.

قلت: و فيه مخالفة لما تقدم عن الصحيح؛ لاقتضائه بقائهما في قبر واحد حتى كان إجراء العين، و في ذلك كله ظهور المعجزة، و هو السر في تكرر ذلك.

و روى ابن شبة عن أبي قتادة قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال:

يا رسول الله أ رأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه في الجنة؟

قال: نعم، و كانت عرجاء، فقتل يوم أحد هو و ابن أخيه، فمر النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة، و أمر رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) بهما و بمولاهما فجعلوا في قبر واحد.

قال أبو غسان: قال الواقدي: مع عمرو في القبر خارجة بن زيد، و سعد بن الربيع، و النعمان بن مالك، و عبد الله بن الحسحاس، قال أبو غسان: و قبرهم مما يلي المغرب من قبر حمزة (رضي الله تعالى عنه) نحو خمسمائة ذراع.

قال: و أما ما يعرف اليوم من قبور الشهداء فقبر حمزة بن عبد المطلب، و هو في عدوة الوادي الشامية مما يلي الجبل، و قبر عبد الله بن حرام أبي جابر و معه عمرو بن الجموح أي في الموضع المتقدم وصفه، و قبر سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد من بني سلمة و هو دبر قبر حمزة شاميا بينه و بين الجبل.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست