responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 115

واحد، رواه ابن شبة، ثم روى بسند جيد عن جابر بن عبد الله (رضي الله تعالى عنه) قال:

دفن مع أبي رجل يوم أحد في القبر فلم تطب نفسي حتى أخرجته فدفنته على حدة.

قلت: يحتمل أن سبب الإخراج ما تقدّم من أمر السيل، و وافق ذلك ما في نفس جابر؛ فتكون القصة واحدة، لكن روى البخاري في صحيحه خبر جابر مطولا، و فيه ما لفظه «قال: و دفنت معه آخر في قبره، فلم تطب نفسي أن أتركه مع أحد، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته غير هنية عند أذنه».

فقوله: «بعد ستة أشهر» يقتضي أن ذلك ليس هو قصة أمر السيل؛ لأن المدة في تلك ست و أربعون سنة.

و روى ابن شبة عن جابر أيضا قال: صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين، فأتيناهم فأخرجناهم رطابا تتثنّى أجسادهم، قال سعيد بن عامر أحد رواته: و بين الوقتين أربعون سنة.

و قال ابن إسحاق: حدثني أبي عن رجال من بني سلمة أن رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم) قال- حين أصيب عمرو بن الجموح و عبد الله بن عمرو يوم أحد- اجمعوا بينهما؛ فإنهما كانا متصافيين في الدنيا، قال أبي: فحدثني أشياخ من الأنصار قالوا: لما ضرب معاوية عينه التي مرت على قبور الشهداء استصرخنا عليهم، و قد انفجرت العين عليهما في قبورهما، فجئنا فأخرجناهما و عليهما بردتان قد غطّى بهما وجوههما، و على أقدامهما شي‌ء من نبات الأرض، فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنهما دفنا بالأمس، نقله البيهقي في دلائل النبوة.

و عن جابر من حديث طويل قال: فبينا أنا في النظارين إذا جاءت عمّتي بأبي و خالتي عادلتهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أمركم أن ترجعوا بالقتلى، فيدفنوا في مصارعهم حيث قتلوا، فرجعناهما، فدفنّاهما حيث قتلا، فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر، لقد أثار أباك عمال معاوية، فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتال، فواريته، الحديث، رواه أحمد برجال الصحيح خلا نبيح الغنوي و هو ثقة.

قلت: فهذه قصة ثالثة؛ فيؤخذ من مجموع ذلك أن جابرا حفر عن أبيه ثلاث مرات:

الأولى: لعدم طيب نفسه بدفنه مع غيره، و لعله استأذن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في ذلك فأذن له؛ لما يترتب عليه من ظهور ما يشهد لحياة الشهداء و سلامة أبدانهم، و كان دفنهم مجتمعين للضرورة و اتساع الوقت ففعله، و كأنه لما أخرجه دفنه بإزاء قبر صاحبه و صهره محافظة على القرب من مصرعه، فقد جاء الأمر بدفنهم في مصارعهم.

نام کتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 3  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست